القاهرة رام اللهالقدسالمحتلة (وكالات) : أدانت السلطة الفلسطينية أمس الوثائق السرية التي نشرتها قناة «الجزيرة» الليلة قبل الماضية وأبدت استغرابا من نشرها معتبرة أنها تخلط المواقف، في حين رأت حركة «حماس» أن هذه الوثائق تدل على تورط السلطة، ونفت إسرائيل بعضا مما جاء في الوثائق. وقال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إن الوثائق التي جرى تسريبها وتكشف تفاصيل عن محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين تخلط عن عمد مواقف الجانبين. وتشير الوثائق إلى أن المفاوضين الفلسطينيين عرضوا على الجانب الإسرائيلي تنازلات أكبر بكثير مما كشف من قبل. خلط أوراق وصرح عباس في القاهرة بالقول «إن المقصود هو الخلط، لأني رأيتهم يعرضون شيئا يقال إنه فلسطيني وهو إسرائيلي... نقول بمنتهى الصراحة ليس لدينا سر وهذا الذي تعرفه جميع الدول العربية مجتمعة ومنفردة «مؤكدا أن المحادثات جرت بشكل مفتوح». وأضاف عباس أن «كل ما قمنا به من نشاطات مع الجانب الإسرائيلي والأمريكي يتم فيها إبلاغ العرب بالتفاصيل من خلال لجنة المتابعة أو الاتصالات الثنائية أو من خلال أمين عام الجامعة العربية الذي لديه علم بكل شيء». من جانبه قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أمس إن الوثائق فيها «تحريف وأكاذيب وتوقيت نشرها مشبوه». وقال عريقات من القاهرة «سندرس كل الوثائق التي عرضتها وستعرضها قناة «الجزيرة» رغم أن ما عرض حتى الآن فيه أقوال محرفة وتم إخراجها عن مضمونها وفيها أكاذيب». وأضاف عريقات أن «إحدى الأكاذيب هي أننا عرضنا نسبة تبادل أراضي أقل مما عرضته إسرائيل وأن «السلطة ستدرس هذه الوثائق لكشف الحقيقة». وأكد المفاوض الفلسطيني أنه «ليس لدينا ما نخفيه، وأكرر القول إن معلومات «الجزيرة» مليئة بالتحريف والتزوير» متسائلا «لمصلحة من هذا التزوير؟». في المقابل اعتبرت حركة «حماس» أن الوثائق التي بدأت قناة «الجزيرة» نشرها «خطيرة» وتدل على «تورط» السلطة الفلسطينية في محاولات تصفية القضية الفلسطينية. وقال المتحدث باسم «حماس» سامي أبو زهري إن الوثائق تدل أيضا على التورط ضد المقاومة في الضفة الغربية وقطاع غزة، والتعاون مع الاحتلال في الحصار المفروض على غزة والتورط في الحرب على غزة». وكانت الوثائق التي نشرت حتى الآن كشفت أن الجانب الفلسطيني كان على استعداد للتفريط في أجزاء كبيرة من القدس. نفي إسرائيلي ونفى مسؤول إسرائيلي كبير أمس أن يكون وجه تحذيرا محددا للسلطة الفلسطينية عام 2008 بشأن شن قوات الاحتلال العدوان على غزة. وقال الجنرال الاحتياطي عاموس جلعاد، مدير الشؤون السياسية والعسكرية في وزارة الحرب الإسرائيلية «هذا مثال على عدم الدقة، إذ لم يتم نقل أي تحذير ملموس إلى السلطة بخصوص الهجوم». وذكرت إحدى الوثائق ال1600 التي كشفت عنها قناة «الجزيرة» أن جلعاد أبلغ عباس بنية إسرائيل شن هجوم على غزة نهاية 2008. ومن بين ما كشفته الوثائق أيضا أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني قالت إن تل أبيب ستتخلى عن هضبة الجولان السورية المحتلة خلال المحادثات التي كانت تجريها عام 2008 مع المفاوض السابق في السلطة الفلسطينية أحمد قريع.