إن أعضاء المكتب الوطني للمنظمة التونسية للتربية والأسرة المجتمعين يوم الجمعة 21 جانفي 2011 يقفون إجلالا أمام شهداء تونس الأبرار من شباب الانتفاضة الشعبية المظفرة وبعد تدارسهم المستجدات على الساحة الوطنية والنظر في واقع المنظمة وآفاقها وتطوير أدائها ليكون في مستوى المهام الوطنية الجسيمة المناطة بعهدتها يؤكدون : الانحياز الكامل من قبل مناضلي المنظمة وإطاراتها وطنيا وجهويا ومحليا وقاعديا لشعبنا التونسي الأبي في انتفاضته ضد الاستبداد والفساد وأعداء الشعب الذين سلطوا عليه كل أصناف الإبتزاز والعنف المسلح ضد الأبرياء فسقط الشهداء الذين نترحّم على أرواحهم الزكية باعتبارهم من البررة الذين يلتحقون بكوكبة شهداء الوطن منذ الحركة الوطنية ومقاومة الاستعمار. وإذ يباركون الإنجاز التاريخي الكبير الذي حقّقه شعبنا العظيم بطرد الرّئيس المخلوع وزمرته الفاسدة والإرتقاء بوطننا العزيز إلى عهد الديمقراطية الحقة وضمان الحرّيات وترسيخ الكرامة فإنهم يعتبرون أن ما تحقق من انعتاق هو كسب كذلك للمجتمع المدني التونسي بما فيه المنظمات والجمعيات التي كبّلها النظام السابق وشل حركتها وكتم أنفاس مناضليها الصادقين الشرفاء والمنظمة التونسية للتربية والأسرة تفتخر اليوم بانعتاق أبنائها الوطنيين الغيورين من القبضة الحديدية للنظام السابق. وإذ يبارك أبناء المنظمة الإنجاز التاريخي الكبير الذي حققه الشعب التونسي في انتفاضته الأخيرة فإنهم يؤكدون أن ما بقي أهم وهو يتمثل في تثبيت أركان هذه الثورة المباركة حتى لا تخمد جذوتها وتفعيل إرادة الشعب بقرارات ميدانية ملموسة ينبغي على الحكومة الانتقالية المبادرة بها حالا. وإذ يتطلع مناضلو المنظمة لشروع اللجان العليا الثلاث : لجنة الإصلاح السياسي ولجنة تقصي الحقائق ولجنة التحقيق في الفساد حالا في أعمالها فإنهم يسجلون القرارات الأخيرة التي أعلنتها الحكومة الانتقالية إثر اجتماعها الأول يوم الخميس 20 جانفي الجاري والمتمثلة بالخصوص : في إطلاق سراح المساجين السياسيين الحداد مدّة 3 أيام على أرواح شهداء الانتفاضة الشعبية سن قانون العفو التشريعي العام فتح المدارس والجامعات في وجوه شبابنا التونسي المتطلع لطلب العلم إلغاء الأمن الجامعي إضافة إلى ما تناقلته الأخبار من رفع الحضر على جوازات السفر وتمكين رموز المعارضة الوطنية من العودة من بلاد المنفى. وإذ نبارك إلغاء الأمن الجامعي ونتفاءل بعودة تلاميذنا وطلابنا للدراسة فإننا نهيب بالأسرة التونسية وبالأولياء في كل مكان أن يحيطوا بأبنائهم لإنجاح العودة المدرسية وتحقيق أفضل الظروف لمواصلة أبنائنا النّهل من العلوم والمعارف بما يعزز الثروة البشرية لبلادنا حتّى تكسب الرهانات وتحقّق مزيد الانتصارات. وإن أعضاء المكتب الوطني الذين يعون بقوّة طبيعة المرحلة يعلنون قرارهم بالعمل على تطوير أداء المنظمة وإصلاح ما أصابها من وهن بسبب الهيمنة التي كانت مسلطة عليها من قبل الحزب الحاكم والارتقاء بها إلى مستوى مسؤولياتها الجسيمة في إطار الوطنية الصادقة والالتزام القوي بقواعد النضال الجمعياتي النزيه في كنف الديمقراطية الحقيقية والتعدّدية والتفتح على كل قوى الخير، ويؤكد المكتب الوطني استقلالية المنظمة وعدم انحيازها لأي حزب والتفتح على كل العائلات السياسية والمدنية والفكرية الوطنية في إطار عقد اجتماعي يضع المصلحة العليا للوطن فوق كل اعتبار والدخول في مرحلة نقد ذاتي داخلي للتشخيص وكشف العراقيل التي حالت دون السير السليم للمنظمة واقتراح خطة تصحيحية تكون انطلاقة جديدة تضع المنظمة وكل إطاراتها ومناضليها في خدمة الناشئة والأسرة التونسية خصوصا وبصفة عامّة في خدمة تونس وشعبها. ويتوجه المكتب الوطني إلى كل مناضلي المنظمة التونسية للتربية والأسرة بالنداء حتى يتجنّدوا لحماية مكاسب الثورة الشعبية : مكاسب تونس، وأن ينتبهوا بالخصوص إلى جيوب الرّدة المتبقية وقوى الشر المتخفية ومحاولة جهات خارجية مشبوهة الالتفاف على انتفاضة شبابنا ومصادرة هذه الثورة المباركة ومكاسبها التاريخية بالدفع بالوضع نحو الفوضى والانهيار الكامل للدولة. تحيا تونس حرّة منيعة أبد الدهر يحيا الشعب التونسي وشبابه شعبا يصنع المعجزات وشبابا يحقق الانتصارات