توجه الرائد رياض السهيلي برسالة مفتوحة الى الوزير الأول السيد محمد الغنوشي في ما يلي نصها: سيدي الوزير الأول انه لمن دواعي وعينا بالوضع الراهن ونداء للواجب الوطني المقدس أطلب من سيادتكم الاذن بمقابلتكم شخصيا لأمر هام يتعلق بما يحدث على الساحة السياسية وتعدد الاحزاب على اختلاف مطالبها لأنني أرى وجه تشابه كبير لما يحدث الآن في تونس وما حدث في الماضي ابان المطالبة بالاستقلال الداخلي عندما كانت تتم المطامع الوطنية عن طريق العنف والاستعانة بالمأجورين وزعماء الفلاقة المزيفين من جهة ومن جهة أخرى بالعمل الذكي الناجع والاتحاد الفعلي بين المناضلين لأنها السياسة الوحيدة التي ينبغي سلوكها وهو ما صادقت عليه الجامعة العربية آنذاك... وكما لا يخلو الشأن من عناصر لا يسمح لهم قلة نضجهم أو مزاجهم أن يصمدوا أمام الديماغوجية واثارة المشاعر... وكما كان شأن صالح بن يوسف الذي بذل جميع الوسائل لدعم صفوف الكثيرين وانعقاد أكبر اجتماع ترأسه يوم 18 نوفمبر 1955 خير دليل على ذلك وأن كثرة الوافدين على هذا الاجتماع لهو تباين لخليط تتألف منه الحركة اليوسفية التي كانت تعتمد على الالتقاء السطحي لدعاة التعصب الديني ورواد بلاط الباي وعملاء الاستعمار وفي الواقع هذا هو شأن جميع الانظمة الاستبدادية التي تشتت وتمزق الشعب وتجعله شقين وكأن تاريخنا الوطني يعيد نفسه سيدي الوزير وفي هذا الوقت الراهن نحتاج الى مزيد بذل الجهد من قبل كل مواطن شريف من موقعه بالالتفاف والاتحاد معا للخروج من الأزمة ودحر جميع المحاولات لافشال العمل الوطني الشريف من اجل اخماد الفتنة للسير بالشعب والبلاد الى حافة النجاة وتثبيت ثورة الشعب والمضي قدما نحو الحرية والمساواة وحقوق الانسان بكل نزاهة وشفافية في جو من الديمقراطية وذلك بتطهير أجهزة الدولة ممن لا تخدم مصالحهم ارادة الشعب. سيدي الوزير الأول أشكركم على رحابة صدركم وانني على ثقة بأنه قد بلغكم قصدي... وفي انتظار اذنكم بخصوص طلب مقابلتكم دمتم في رعاية الله. المخلص الوطني الوفي