أكد السيد بكري نداي مدير ادارة مجلس حقوق الانسان والاجراءات الخاصة في مكتب المفوضية الأممية السامية لحقوق الانسان ورئيس وفدها إلى تونس «ان كل العالم يتابع ثورة تونس لانها محملة بالأمال لكل شعوب العالم» معربا عن تأثره بوجوده هنا في هذا الظرف الذي وصفه بالتاريخي. وتوجه نداي بتحية اكبار لارواح الشهداء وللشعب التونسي الذي لم يتوان عن تقديم كل التضحيات لبلوغ هذه المرحلة. وقال في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء (وات) لدى وصوله عشية أول أمس الى مطار تونس قرطاح الدولي «نزور تونس في هذا الظرف الثري بالفرص المتاحة وكذلك بالتحديات لبحث السبل الكفيلة التي من شأنها ان تمكن المفوضية السامية لحقوق الانسان من المساعدة على تعزيز حقوق الانسان في تونس وحمايتها، وبما من شأنه ان يحقق بشكل ملموس طموحات الشعب التونسي في الكرامة والعدالة والرفاه التي كانت منطلق هذه الثورة». وأضاف: «نريد تقديم هذه المساعدة ونحن على يقين بأن تونس تزخر بالطاقات البشرية ونأمل بإجراء تقييم للأوضاع الراهنة من خلال التحدث إلى عديد الفاعلين خاصة من ممثلي هيئات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية وكذلك أعضاء الحكومة الانتقالية التي وجهت الينا هذه الدعوة، وذلك بهدف تقديم ملاحظاتنا وتوصياتنا للمفوض السامي لحقوق الانسان بما يمكننا من مواصلة العمل في اتجاه تعزيز حقوق الانسان وحمايتها في البلاد». وأعرب عن ادراك وفد المفوضية «للمسؤولية التي يواجهها من يتحمل قيادة البلاد في الوقت الراهن وحجم التحديات التي تعترضهم» معربا عن الأمل في الاسهام في هذا الجهد بشكل ملموس. وأشاد السيد نداي بالخطوات التي اتخذتها حكومة الوحدة الوطنية في ما يتعلق باطلاق سراح عدد من السجناء وبتحرير الكلمة والصحافة وباحداث لجان تقص في عديد المجالات ملاحظا ان هذا التوجه يؤكد ان عدم المحاسبة لن يكون القاعدة كما يترجم الوعي بأهمية الاستفادة من تجربة الماضي لبناء المستقبل. وأكد في تصريحه «مما لا شك فيه ان كل ثورة لها خصوصياتها، وان كل منجز انساني هو ملك مشترك للبشرية جمعاء، لذلك فإن الجميع مدعو اليوم إلى استخلاص الدرس مما حدث في تونس، كما انه من الواضح ان ما حدث هو تونسي بحت ولصالح التونسيين الا ان كل العالم ترقبه لانه ثري ومحمل بالامال لكل الشعوب».