سيبقى اسم الشهيد حاتم بالطّاهر وغيره من شهداء الثورة الشعبية شاهدا على الرصاص «الوطني»الذي حصد أرواح الأبرياء الذين رفعوا أصواتهم ضدّ التهميش وغياب العدل والظلم فكان نصيبهم وابلا من الرصاص قصف أحلامهم وأرواحهم . ولأنّ خسارة الروح البشرية لا تعوّض حتّى بالمليارات رفضت عائلة الشهيد حاتم بالطّاهر تسلّم التعويض الذي قرّرته حكومة الوحدة الوطنية . فمن يكون حاتم بالطّاهر؟ ولد حاتم بالطاهر في 02 02 1973 بمدينة دوز. وعاش في عائلة مثقفة بين ثلاثة أشقاء, وخمس شقيقات , جلهم من ذوي مستوى تعليمي عال. فقد والده في عمر مبكّر عندما كان تلميذا في المدرسة الابتدائية. واثر نجاحه في السنة السادسة ابتدائي بتفوق, انتقل لمواصلة دراسته باحدى المعاهد النموذجية بالعاصمة, ليلتحق بعد ذلك بالتعليم العالي بفرنسا. في 2001 تحصل على شهادة الدكتوراه في شبكات الاعلامية من جامعة كومبيانيي Conpiègne (شمال فرنسا) بملاحظة مشرف جدا. وعاد منذ سنة ليستقر نهائيا بتونس وعين كأستاذ محاضر بالمدرسة الوطنية للمهندسين بقابس وكلية العلوم بقابس. انطلق مؤخرا مع زملائه في انشاء وحدة بحث بهاتين المؤسستين بهدف تأطير الطلبة في مجالات المعلوماتية وفي الوقت الذي كان يحلم فيه بمواصلة بحوثه مع طلبته وزملائه. اغتيل يوم الاربعاء 12 01 2011 عن سن تناهز 38 سنة, تاركا بنتا لها من العمر سنة و نصف. اغتيال الدكتور حاتم بالطّاهر سيبقى فضيحة في وجه دولة الاستقلال الذي سقط فيها أبرياء برصاص «وطني». رحم اللّه حاتم بالطّاهر وكل الشهداء الأبرار الذي رووا بدمائهم التربة التونسية ليعيش شعبها حرّا.