إنّ موضوع هذا المقال هو شهداء انتفاضة الخبزة ديسمبر 1983 / جانفي 1984 الذين لا يمكن أن ننساهم ومن بين هؤلاء الشهيد فخرالدين بن شهيدة تلميذ سنة سادسة ابتدائي (12 سنة) الذي تلقى يوم 3 جانفي 1984 رصاصة ولجت رأسه بعمق الإصبع أردته قتيلا من قبل أحد كلاب الحراسة الذي كان يحتمي بقصر المعتمدية بمدينة جبنيانة من ولاية صفاقس، حتى جنازته حرمونا من حضورها فقد تمّ دفنه ليلا من قبل سلطات الغدر بمقبرة البدراني صفاقس (50 كم عن مدينة جبنيانة) بل حرموه حتى من أبسط حقوق المصاب وهو الإسعاف اذ عندما أراد الرفاق إنقاذه كان الرصاص ينهال عليهم ومن حوله ليستشهد متخبّطا في دمائه، فكيف يعقل أن يغتال طفل في عمر الزهور؟ (2) ردّ الاعتبار اغتيل إذن فاخر (كما يحلو لنا أن نسمّيه) أمام المدرسة الابتدائية الحبيب بورڤيبة، تلك المدرسة وذلك الشارع اللذان ظلاّ يحملان اسم القاتل عوضا عن تسميته باسم الشهيد ليسقط أكثر من 80 شهيدا في كامل تراب الجمهورية رغم أنّ محمد مزالي الوزير الأول الفار عبر الجزائر في شهادته المزيّفة على العصر قال إنّ عدد الشهداء لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة. ونحن نحيي الذكرى 26 لتلك الانتفاضة المباركة هاهي تتطوّر اليوم إلى ثورة بأتم معنى الكلمة فمن 26 جانفي 78 إلى 3 جانفي 84 إلى الحوض المنجمي 2008 وغيرها من الروافد التي غذت نهر الثورة التونسية المجيدة انطلاقا من استشهاد البوعزيزي إلى فرار السفاح، لابد لهذه الثورة كما فعلت كل ثورات العالم من ردّ الاعتبار لكل ضحايا حزب الدستور. (باب الاقتراحات مفتوح). أوّل حقوق الشهيد: الجنازة ويتمّ ذلك بتحويل رفاته من مقبرة البدراني بصفاقس إلى مقبرة جبنيانة. ثانيا: تسمية تلك المدرسة وذلك الشارع باسم الشهيد فخرالدين شهيدة. ثالثا: بناء نصب تذكاري في المكان الذي سقط فيه تخليدا لذكراه. (3) بورڤيبة وبن علي وجهان لعملة واحدة كيف لا والشيطان الأكبر هو النظام المستبد الفاسد الذي يجمعهما. يأتي اسم ويذهب اسم فمن الدستوري الاشتراكي إلى التجمّع الديمقراطي ومن بورڤيبة إلى بن علي مع فرق في التعليم والثقافة جعلتهما يتطابقان في الاستبداد، »يختلفان« نسبيا في الفساد، فالشعب الذي عجز في ثورة 2011/2010 حتى المتعلّم منه عن استيعاب كلّ تلك الأصفار على اليمين التي نهبها النوفمبريون لا يمكن أن ينسى المبالغ الطائلة التي هرب بها محمد مزالي وغيره من البورڤيبيين. (4) جبنيانة قلعة النضال كنّا في قلعة النضال جبنيانة نرضع منذ ولادتنا من أثداء أمهاتنا روح المعارضة والنضال والثورة بصفة عامة وابحثوا جيّدا في مذكرات بورڤيبة حين اعتبر جبنيانة أحد النقاط السوداء بالبلاد كيف لا وقد ضرب من قبل أهاليها بالطماطم حين كان يظنّ نفسه سيحمل على الأعناق فأحرار تونس كانوا دائما يحييون ذلك التواصل العجيب بين الأجيال بل حتى الذين كانوا يعبرونها يستغربون ذلك التواجد الأمني الكثيف والتاريخ يشهد لمدينتنا أنّها عمليّا لم تتخل منذ 1978 ولو سنة واحدة عن التظاهر ضدّ الدستور البورڤيبي أو النوفمبري أو تفاعلا مع الأحداث الوطنية والعربية لتكون الانطلاقة دائما من معهد 18 جانفي 1952 الذي يشهد كلّ الأساتذة الذين مرّوا به من مختلف المناطق بذلك الحراك السياسي حتى أثناء الدرس وذلك التجاذب الايديولوجي الذي يختلف في الأرضية ليلتقي في شيء واحد وهو معارضة حزب الدستور وطوال ال 55 سنة الماضية بل التاريخ يشهد أنّ تلاميذ المدرسة الابتدائية الحبيب بورڤيبة خرجوا في مسيرة احتجاجية ضدّ معلوم التأمين مرددين ذلك الشعار الذي مازال يرنّ في آذاننا سيما وقد خرج من أفواه أشبال أبرياء لكنّهم واعون بالأوضاع المادية لأوليائهم »زوّالي يا بوكبوس القراية بدات بالفلوس« لذلك خرج الشهيد فخر كما فعل الشعب التونسي عامة يحتجّ عمّا وصلت إليه البلاد من أوضاع بسبب ذلك الشيخ الهرم الذي اعتبر نفسه إله تونس بل هي ملكه الخاص فراح يتصرّف فيها كيفما يشاء وأخذت قراراته تتضارب بين الصبح والعشية بل راحت كلابه المسعورة مع احترامنا للنسور تنهش لحم البلاد وراحت كلاب الحراسة مع احترامنا للأحرار تطلق الرصاص الحي. (5) زيّفوا التاريخ أشرنا سابقا أنّ محمد مزالي في شهادته المزيّفة على العصر على قناة »الجزيرة« ذكر أنّ عدد شهداء انتفاضة 3 جانفي 1984 لا يتعدّى عدد أصابع اليد الواحدة. هذه قائمة لشهداء دفنوا ليلا دون حضور أهاليهم بمقبرة واحدة من ولاية صفاقس وهي مقبرة البدراني طريق ڤابس كم 12 فما بالك ببقيّة مقابر المدينة وقس على ذلك بقيّة المدن في كامل تراب الجمهورية وهذه دعوة لجميع أهاليهم من قريب أو بعيد ليتواصلوا معنا. شهداء صفاقس المدفونين في مقبرة البدراني فخرالدين شهيدة 1971/12/12 . علي السلامي سنة 1967 . فوزي السلامي سنة 1962 . حميد حريز الطاهري 1964/06/25 . سمير القلال 1956/05/27 . فتحي بوكثير 1965/09/24 . عبد القادر بن أحمد الكوني 1969/01/20 .