حركة نبيلة وفريدة من نوعها تلك التي قام بها تلاميذ وأساتذة وقيمي معهد القصرين ببادرة من إدارة المعهد تمثلت في انطلاق قافلة مساء الجمعة الماضي من أمام باب المعهد في اتجاه مدينة تالة وفاء لروح الشهيد محمد عمري أحد نجباء معهد القصرين (سنة ثانية رياضة) وابن مدينة تالة الذي اختطفته يد المنون وهو في ريعان الشباب (من مواليد 15/09/1991) في اليوم الثاني من اندلاع الثورة المجيدة على يد قناص أزهق روحه الطاهرة برصاصة في الصدر أودت بحياته على عين المكان وهو بصدد القيام بواجب انساني صحبة أترابه الذين تحولوا الى المستشفى المحلي بتالة لتشييع جثمان الشهيد مروان جملي الذي لقي حدفه هو الآخر قبل سويعات ولم يكن يعلم أن الموت تترصده في نفس اليوم وفي نفس المكان تقريبا وأن رصاصة ستصيبه على يد غادر لئيم ليلفظ أنفاسه الأخيرة تاركا وراءه الحسرة واللوعة والأكيد أن دمه لن يروح هدر وإن اللّه يمهل ولا يهمل. لقد ترك فعلا محمد العمري كثيرا من الحزن والألم والحسرة في نفوس زملائه وكافة أفراد الأسرة التربوية لمعهد القصرين الذين أبوا إلاّ أن أن يتحولوا الى مدينة تالة لزيارة عائلة الشهيد والرفع من معنوياتها ومؤازرتها ومواساتها والتعبير لها عن مساندتها المطلقة لها ولكل الشهداء الذين سقطوا في ثورة الحرية والكرامة في تالةوالقصرين وسيدي بوزيد وفي كل شبر من الأرض التونسية. إدارة المعهد خصصت حافلتين لنقل التلاميذ والأساتذة والقيمين والاداريين والعملة مجانا الذين عبروا يوم الجمعة الماضي عن تضامنهم مع عائلة الشهيد المأسوف عليه الذي سيبقى في أذهان زملائه وأصدقائه وعائلته الى أبد الآبدين متمنين من اللّه عزّ وجلّ أن يسكنه فراديس جنانه ويرزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان. «ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل اللّه أمواتا، بل أحياء عند ربهم يرزقون». صدق اللّه العظيم