800 خرّيج في مدينة عين دراهم عاطلون عن العمل 130 منهم من العائلات المعوزة وقد يجتمع داخل هذه المجموعة أكثر من خريج في عائلة واحدة. ومع خصوصية المنطقة التي تتميز بالبرد الشديد خلال فصل الشتاء وامتداد هذا الفصل على 6 أشهر عوض ثلاثة واستمرار نزول الثلوج لشهر كامل تصبح الحياة أكثر صعوبة على متساكنيها الذين عرفوا بالفقر والخصاصة بسبب ضعف الموارد وإمكانيات التشغيل. اعتصام هؤلاء الخريجون اختاروا التعبير عن معاناتهم وإبلاغ مطالبهم عن طريق الدخول في اعتصام منذ ثلاثة أيام أمام نادي أبو القاسم الشابي بعين دراهم بالتعاون مع الاتحاد المحلي للشغل بالمنطقة. وقالت رباب سومري متحصلة على الأستاذية في علوم الحياة والأرض منذ 2009 ل«الشروق» إن أول مطلب بالنسبة لنا هو التفاتة لهذه المنطقة من خلال التنمية الشاملة لها لأن هذه المنطقة لها مناخ صعب. وأضافت أن المطلب الثاني هو تشغيل أصحاب الشهائد العليا والإسراع في الوقت الحالي بصرف منحة البطالة للخريجين وأوضحت أن هذه المنطقة تتوفر على العديد من العائلات المعوزة ويوجد فيها من هو عاطل عن العمل منذ 1996 حتى نسي ما درسه في الجامعة. وأشارت إلى أنها ليست الوحيدة العاطلة عن العمل في نفس العائلة بل لها أختها سارة خريجة البيولوجيا في 2007 ولم تجد عملا فقررت الدراسة مرة أخرى لتنال الأستاذية في علوم الحياة والأرض سنة 2010 ولم تعمل وهي حاليا تدرس لتحصل على الماجستير فهل يحتاج العمل في بلادنا حقيبة من الشهائد؟ جمعية عندما طالت البطالة خريجي منطقة عين دراهم تهيكلوا ليؤسسوا جمعية أطلقوا عليها اسم جمعية العاطلين عن العمل. وعن هذه الجمعية تحدثنا إلى مريم صولي المكلفة بالإعلام وهي متخرجة منذ 2008 بشهادة تقني سام في الغابات ولها ثلاثة إخوة اثنان متخرجان من الجامعة وواحد على أبواب الحصول على شهادة في التكوين المهني. قالت مريم: أبي مسن (75 سنة) وأمي لا تشتغل ونحن عاطلون عن العمل باستثناء الأعمال الهامشية التي يقوم بها كل واحد منهم يحصل على قوت يومه كآلية 21/21 التي تعادل 120 دينارا فقط. وأضافت أن منطقة عين دراهم معروفة بجمالها وخصوصيتها ولكن عوض استغلال هذه المميزات في توفير مرافق سياحية وغيرها لضمان التشغيل للجميع. وقالت: «إن الجمعية توجهت بعريضة إلى وزير التشغيل صاغتها بالتعاون مع مكونات المجتمع المدني جاء فيها: نحن نطالب بإلغاء الكاباس والتشغيل حسب الأقدمية وحسب الحالة الاجتماعية والمطالبة بتسوية الأعوان العرضيين الذين طالت مدة تشغيلهم بكافة المؤسسات العمومية مع تسوية وضعية عملة الحضائر وإلغاء آليات التشغيل بمختلف أنواعها لأصحاب الشهائد العليا وأولوية تشغيل أصحاب الشهائد وإنشاء لجنة مستقلة لمراقبة الانتدابات بسلك الوظيفة العمومية.