تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معاناة ..تهميش ..بطالة..وغياب لأدنى مقومات العيش الكريم

"مواصلة للتمشي الذي اختارته حطت "الأسبوعي" رحالها مرة أخرى في عديد المناطق المحرومة عبر شبكة مراسليها حيث زارت منطقة "المحايضية" بعين دراهم لتطلع على معاناة متساكنيها. كما توجهت إلى منطقة "عين سنان بقلعة سنان" التي مازالت تئن من وطأة التهميش والإقصاء .
ولئن سلطت الضوء على معاناة متساكني بعض الأحياء بسيدي حسين السيجومي فإنها حطت رحالها كذلك ببعض المناطق بالمزونة .واذا كانت قد تشابهت مشاكل المتساكنين من الشمال الغربي مرورا بضواحي العاصمة الى الوسط في غياب الضروريات ومقومات العيش الكريم فإن كل الإهالي قد اطلقوا صيحة فزع لعل الحكومة المؤقتة تنصفهم وتنسيهم مخلفات السنوات السوداء التي تذوقوا خلالها المرارة.
منطقة المحايضية بعين دراهم:أكواخ من القش.. والماء على ظهور البغال
في سياق التعرف على شواغل وهموم المواطنين واكتشاف نمط عيشهم الذي كان من الممنوعات في العهد السابق والغوص فيه يعتبر جريمة يعاقب عليها صاحبها من طرف السلط المحلية والجهوية والتجمعية والشعب والعمد... «الأسبوعي» حطت الرحال هذه المرة في منطقة «المحايضية» التابعة لمعتمدية عين دراهم وهي منطقة ريفية قاومت الاستعمار الفرنسي بوطنية وضح أهلها بالغالي والنفيس في سبيل عزة تونس ومناعتها ..لكن هذه المنطقة بقيت كما هي من عهد بورقيبة إلى زمن بن علي تعاني من الفقر والتهميش والجوع والبطالة.
وكل من يزور هذه المنطقة لا يصدق ما يراه من وضعيات مزرية بل إنّه لا يتصوّر أنه مازال في تونس اليوم من يعيش مثل هذه الأوضاع الى حدّ يبدو فيه متساكنوها وكأنهم يعيشون في كوكب آخر وليس في تونس الذي قال عنها المخلوع إنها بلد التآزر والتضامن .إلا أنه تبين أنه جعل منها هو ومسؤولوه مرتعا لنهب خيراتها وتجويع أبنائها . هذا النظام أجبر فتيات» المحاضية» على الرحيل من منطقتهن للعمل في المنازل من أجل توفير لقمة العيش لعائلاتهن وكثيرا منهنّ تعرضنّ لأبشع أنواع الاستغلال. وأما شباب هذه الجهة فلا حول ولا قوة لهم باعتبارهم عاطلين عن العمل وكلّ الأبواب موصدة أمامهم ولولا تكيّفهم مع الأوضاع واستغلال الخيزران لبيعه للسياح بمدينة عين دراهم لماتوا جوعا وهذه المنطقة تعتبر منسية فحتي القوافل التضامنية لا تعرفها و هل تعلمون لماذا؟.. لأن عمدة المنطقة يريد ذلك؛ إلي جانب صعوبة التنقل في المسالك الفلاحية الوعرة كما أن هذه المنطقة تعاني من غياب المرافق الأساسية كالماء الصالح للشراب اذ يجبر متساكنو الجهة وخاصة النساء والأطفال على جلبه علي ظهور البغال والحمير أو على ظهورهم وهذه المهمة الشاقة تتكفّل بها خاصّة النساءعادة.. و مازال العديد منهم يسكن أكواخا مغطاة بالقش و تفتقر إلي المرافق الصحية والى التهوئة في غياب النوافذ والأبواب . وبالرغم من هذاالوضع فإنهم مجبرون على المساهمة في صندوق المخلوع 26 26 . وبما أن مواطني هذه المنطقة يعيشون في بطالة دائمة ولا يجدون الأموال لشراء احتياجاتهم تضطر النسوة إلي التعويل على المؤونة التقليدية من "الكسكسي" و"المحمصة" كغذاء يومي يسدّ الرمق إلى جانب استغلال الفرن التقليدي «الطابونة» لتحضير أنواع مختلفة من الخبز ك»الطابونة و الملاوي" ..
الفقر قاسم مشترك
ونحن نتجوّل في ربوع هذا «الدوّار» المنسي التقينا أحد المواطنين الذي عبّر عن استيائه الشديد من الأوضاع المزرية التي يعيشها الأهالي و رغم محاولاتهم المتكرّرة للفت أنظار المسؤولين الى كونهم يفتقرون الى أدنى مقوّمات العيش الكريم وأن ظروفهم المعيشية «تحت خطّ الفقر» فإن شكاواهم المتعدّدة كان مصيرها التجاهل المتعمّد ؛ ناهيك أنه لم يشملهم الى حدّ الساعة أي برنامج وطني لتحسين أوضاعهم الاجتماعية.. و شاطرته نفس الرأي مواطنة أخرى أكّدت أن النسوة أنهكهنّ حمل الماء على ظهورهنّ من العيون الجبلية البعيدة وكل الأهالي لهم مطلب وحيد يتمثّل في العيش بكرامة وظروف أكثر انسانية. و عموما هذه المنطقة لا تطلب اليوم إلا محاسبة من كان سببا في الحالة التي وصلوا إليها من تهميش وإقصاء وجوع وتعتيم إعلامي كونها لم تحض بأي فرص تنموية ولم تجد حضها من المرافق الأساسية لتبقي منطقة «المحايضية» تتصدر قائمة المناطق أشد فقرا. ويتمنّى جلّ الأهالي ألا يكونوا مسؤولي اليوم مثل سابقيهم وأن تحظى منطقتهم بفرصة تنموية تعيد لهم بارقة أمل في مستقبل أحسن في ظل دولة قطعت بثورتها مع الاستبداد وترنو الى تجاوز الحيف الاجتماعي الذي همّش وأقصى الكثير من الجهات.
محمد الهادي العبيدي

قلعة سنان
المواطن يتذمر.. ومائدة «يوغرطة» تستغيث
تقع قرية «عين سنان» على سفح مائدة يوغرطة الشهيرة في موقع خلاب امتزج فيه جمال الطبية والهواء النقي ويقطن هذه القرية قرابة 100 عائلة يعيش اغلبهم من تجارة بيع» الخرشف» أو تربية بعض المواشي. كما يقطنها عدد من المتقاعدين الذين كانوا يعملون بفرنسا .
شباب القرية خاصة أصحاب الشهائد العليا يعانون البطالة إضافة إلى انعدام أي وسيلة للترفيه مما جعل البعض منهم يقضى كامل يومه بمقاهي قلعة سنان التي تبعد3 كلم عن هذه القرية .وقد اشتكي سكانها من انعدام الماء الصالح للشراب إلا من حنفية عمومية يؤمها اغلب متساكني القرية والأرياف المجاورة- كالمرايحية- وبو مطمور والمحافظفية- ويضطر سكان هذه الأرياف إلى قطع قرابة 10 كلم للتزود بالماء عبر مسالك وعرة ومطبات من الأحجار لصعوبة المكان. أما في الأيام الممطرة فيضطر البعض منهم إلى شرب مياه الأمطار النازلة من سطوح المنازل رغم ما فيها من مخاطر التلوث .
والي الكاف يزور هذه المنطقة
وقد رافقنا والي الكاف يوم الجمعة الفارط لما قام بزيارة إلى هذه المنطقة للإطلاع على وضعية متساكنيها، وككل زيارة تمحورت مشاغل المواطن حول توفير الماء الصالح للشراب إضافة إلى توفير موارد الرزق كالحضائر وتشغيل أصحاب الشهائد العليا ومسألة تحسين المسكن . وقد قام الوالي بتسجيل هذه الطلبات دون إعطاء حلول حينية .
7 مليون دينارللحضائر و 16400 مطلب على مكتب الوالي
هذا وقد توجهنا إلى والي الكاف بالسؤال التالي: ما هي الإمكانيات المتاحة أمامه الآن لحل هذه المشاغل لأن المواطن أصبح يشعر بأن هذه الزيارات ما هي إلا مجرد ذر رماد على العيون وربح للوقت وتسويف لمطالبه ؟ فأجابنا أنه تم رصد 7 مليون دينار لانطلاق الحضائر القارة وغير القارة وانه على مكتبه الآن 16400 مطلب للتشغيل من غير المتحصلين على شهائد عليا. أما ما سيرصد للاعتناء بالمسالك الفلاحية وتحسين المساكن والعائلات المعوزة فسيتم الإعلان عنه من وزيرالتنمية في وقت قريب عند زيارته إلى ولاية الكاف ... كما سألناه أيضا عن كيفية اختيار من سيتمتع بهذه الحضائر ؟ فأجابنا أن هناك لجانا وقتية محلية هي التي ستعد هذه القوائم بالتعاون مع معتمد الجهة .(مع العلم ان معتمد قلعة سنان لم يقع تعيينه إلى حد كتابة هذه الأسطر(
مائدة يوغرطة مهملة
تعتبر مائدة يوغرطة مائدة من الصخر بمساحة ثمانين هكتارا وعلى علو 1272 م عن سطح البحرحيث يرقد الولي الصالح سيدي عبد الجواد وحيث توجد كهوف متناثرة هنا وهناك كان يستعملها جنود يوغرطة لتخزين المؤن والاحتماء بها من غوائل الطقس. كما حفرت بها مواجل في الصخر لتخزين الماء أثناء حربه مع الجيش الروماني.فهذه المائدة بقيت مهملة دون أي عناية من وزارتي السياحة والثقافة. فهي تفتقر حتى إلى مسلك معبد يمكن الزائر من الوصول إليها .
عبد الحميد حمدي

سيدي حسين السيجومي
165 عائلة محرومة من الماء والكهرباء...والوالي يرفض الإنصات للمشاغل!!!!
اختارت "الأسبوعي" هذه المرة الغوص في أعماق منطقة سيدي حسين السيجومي التي تبعد بضع كيلومترات عن العاصمة وأول ما اعترضنا خلال رحلتنا تلك الحالة السيئة لشارع البيئة الذي كان يسمى سابقا بنهج 42800. ومن المصادفات أن يوم زيارتنا للمنطقة كان ممطرا وقد أغرقت المياه الشارع بأكمله مما جعل المرور منعدما. وقد تساءلنا كيف يكون الشارع في أحد أيام الربيع على هذه الحالة؟ فما بالك بحالته في عزالشتاء!!!؟.
أول شخص تسنى لنا الحديث إليه أثناء تجوالنا بالمنطقة كان عادل الجلاصي (عامل طلاء بشركة)وهو يعيش بالمنطقة منذ ما يفوق 40 سنة الذي تطرق في بداية حديثه معنا إلى ضرورة التفكير في استغلال عديد الفضاءات الموجودة بالمنطقة لبعث المشاريع قصد مساعدة الشباب على إيجاد عمل يضمن لهم الكرامة ويوفر لقمة العيش نظرا لمغادرة العديد منهم مقاعد الدراسة ليتمكنوا من مساعدة عائلاتهم لأنه لم يتسن لهم الحصول على مورد قار.
حي الفتح المنسي
وبتقدمنا في رحلة اكتشافنا للمنطقة أمكن لنا التعرف على جملة من سكان حي الفتح 1 بسيدي حسين. هذه المنطقة المنسية من المسؤولين والتي تفتقرإلى أبرز مقومات الحياة كالماء والكهرباء حيث إن قرابة 165 عائلة محرومة من الخدمات الضرورية. وهذه العائلات حاولت في عديد المناسبات مقابلة الوالي لتسوية وضعياتها ولكنه امتنع عن ذلك مقدما عدة تعلات وذلك حسب قول العديد من المواطنين.
في نفس المكان التقينا بنجمة ضفلاوي (ربة بيت) التي قالت :»لقد دعوت الجهات المسؤولة للنظرلي ولعائلتي بعين الرحمة والأخذ بعين الإعتبار وضعيتي المادية الصعبة كما رجوتهم العمل على تمكيني من أهم مقومات الحياة اليومية وأقصد تمتيعي بالماء والكهرباء .فحتى بعد قيام الثورة المباركة مازلنا نعاني من غياب هذه المقومات إضافة إلى افتقارنا لمورد رزق قار الأمر الذي جعلنا في عديد الأحيان لا نجد ما نسد به رمقنا.»
أما دليلة مقراني التي تقطن بنفس المنطقة فإنها تشاطررأي نجمة وتقول بهذه المناسبة:» أدعو مسؤولي الجهة إلى ضرورة الإسراع في إيصال الماء والكهرباء للمنطقة خصوصا أنه لي طفلة لا تستطيع أن تعيش في مثل هذه الأوضاع السيئة.»
الأمن المفقود
وأضافت قائلة: «إننا نعاني أيضا من مشاكل أخطر تتمثل في تعمد بعض الأشخاص السطو على العائلات كل ليلة و إرهاب الأهالي حيث بتنا في فزع ورعب كبيرين.هؤلاء الأشخاص يعمدون إلى سرقة و نهب كل ما تطاله أيديهم، لذا أطالب بتكثيف الدوريات الأمنية كي يعدل أمثال هؤلاء عن اقتراف الجرائم. كما أؤكد التزامنا بدفع معلوم رمزي للكراء كل شهر مقابل تسوغ المنزل».
في المقابل أشارت جنات هنون (وهي متزوجة ولها طفلة تحمل إعاقة) في بداية حديثها معنا أن زوجها ليس له عمل قارمضيفة أن عائلتها تعيش في رعب دائم و تنتظراليوم الذي يزاح فيه الخطر الداهم الذي يهددهم كل ليلة.
على ضوء الشموع
وقد قال كمال الطرابلسي (عاطل عن العمل):» إننا نعيش منذ 3 أشهر حياة قاسية جراء غياب أبرزمقومات الحياة الهنيئة؛ حيث نضطر إلى استعمال الشمع من أجل الإنارة في الليل، الأمر الذي انعكس سلبا على صحة ابنتي التي صارت مصابة بالحساسية فأجبرت على الإقامة في المستشفى لعدة مرات جراء اختناقها وعدم قدرتها على التنفس واضطررت إلى إمضاء «كمبيالات» مقابل علاجها وإلى غاية اليوم لم يتسن لي استخلاصها.
وبتجوالنا بنفس الحي صادفنا مريم البراني التي تحمل إعاقة جسدية حيث لا تستطيع المشي فتحدثت عن نفس المعاناة وطالبت بضرورة تمتيع كل العائلات بالماء و الكهرباء قائلة: «أطلب من المسؤولين أن يقوموا بزيارات ميدانية للمنطقة للتأكد من الظروف القاسية التي نعيشها والاطلاع خصوصاعلى وضعيتي التي تكتسي طابعا خاصا. فأنا أقطن بمنزل يفتقد للعديد من الضروريات إضافة إلى أنني لا أقوى على المشي بسبب إعاقتي ولا أستطيع الاعتناء بابنتي التي صرت أخشى أن أفقدها جراء ذلك".
ليلى حمراوي تحدثت بكل لوعة والدموع تنهمرمن عينيها بغزارة تعكس الحرقة الشديدة التي تشعر بها مؤكدة: «إننا مازلنا لم نقطع تماما مع عصرالظلم و القهر الذي عشناه مع الرئيس المخلوع .فالأمر مازال متواصلا» ، مضيفة: «لم أجد مكانا يأويني أنا وزوجي وابنتي الرضيعة سوى البيت الذي أقطن به حاليا والذي يفتقر إلى عديد الضروريات الأمرالذي يجعل العيش هنا صعبا للغاية.
إنها حالات نقلناها بكل أمانة من مواطنين تونسيين مازالوا يعيشون في ظل الفقروكوابيس الحرمان، في ظروف قاهرة و»مرعبة»، حياة لا تمت إلى القرن الحادي والعشرين بصلة أمام انتشارالحرمان والفقر مع غياب أبسط مقومات العيش الكريم.
تحقيق: سعيدة الميساوي

المزونة
معمل البلاستيك مغلق منذ سنوات ..وأسعار الماء الصالح للشراب من نار
منذ ما يزيد عن 3 عقود لعب معمل البلاستيك المتواجد بمنطقة «تل الزعتر»دورا فاعلا و بارزا في توفير مواطن شغل لفائدة الأهالي لمجابهة المصاريف اليومية بعد أن عانوا من قلة اليد و ضعف الحال و محدودية الدخل...غير أنه بمرور السنوات بدأت طموحات شباب المدينة تتلاشى حتى أغلق المعمل الوحيد بالجهة أبوابه في سنة 2007 تاركا لوعة و حسرة في نفوس الجميع الذين علقوا الآمال عليه لاستقطاب عدد وفير من النشطين خاصة من أصحاب الشهائد العليا.ورغم مرور السنين لم نشاهد أي تدخل من المسؤوليين حيث علق عليهم الأهالي أمال كبيرة لإيجاد الحلول العاجلة و الناجعة غير أن هؤلاء خذلوا الجميع و فضلوا مصالحهم الخاصة علي المصلحة العامة فأثار ذلك ردود فعل واسعة وتلقى متساكنو الجهة عديدة الوعود الكاذبة بتحويله إلى معمل «كابل» لإطفاء نار الغضب في صفوف الجميع .وبعد تيقن مواطني المزونة أن كل الوعود كاذبة، راج في الفترة الماضية عن وجود عديد المستثمرين بمختلف الجنسيات أبدوا رغبة كبيرة في الاستثمار بالجهة لما تمتلكه من عوامل مساعدة علي تحقيق الأرباح من ذلك الإقدام علي إعادة فتح مركب البلاستيك بصبغة جديدة و مجال أخر قيل إنه معمل لل»كابل» لما له من فائدة تعود على الجميع غير إن هذه الأقاويل بدأت تتضح من يوم إلي آخر أنها إشاعات لا غير حيث بقيت تتداول علي لسان الكل.و بعد ما وصلت إليه هذه الأوضاع من اتهامات متبادلة و لامبالاة من البعض ممن وصفوا أنفسهم أنهم سيبحثون قدر الإمكان للوصول الى الهدف المراد والاتفاق النهائي الذي يخدم مصلحة الجميع مازال المطلب الرئيسي الذي يمكن القول أنه مطلب مشروع لشباب المنطقة الذي سيقضي بصفة كاملة مع المشاكل التي ما انفكت تلاحق هؤلاء وهو الأمر المتعلق بإعادة فتح المعمل لأنه حان وقت الحقيقة والجديات .
مشكل الماء الصالح للشراب
كثيرة هي المناطق التي ما تزال تحت رحمة الجمعية المائية التي عانى منها السكان من حيث التزويد المتقطع بالماء و خاصة القطع المتعمد بتعلة عدم الخلاص و الحال أن الحقيقة غير ذلك ...كما أن المواطين اشتكوا من ارتفاع سعر الماء و بالتحديد سعر المتر المكعب منه الذي يعتبر باهض الثمن وفق ما أفادنا به بعض المواطنين. فمنطقة أولاد عطية على سبيل الذكر لا الحصر المبلغ هو 600 مليم إضافة الى كونه فيه بعض التجاوزات و في نفس السياق قد علمنا أن هناك إمكانية كبيرة نحو حل هذه الجمعية في ظل تراكم الخلافات داخلها.
زياد عطية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.