تعيش بلادنا هذه الأيام على وقع هذه الديناميكية الرائعة التي أطلقتها ثورة الشعب وعمادها هذا الحراك السياسي الخلاّق وما يصحبه من حرية شملت كل مجالات التعبير.. لكن هذه الديناميكية تزعج البعض على ما يبدو... حيث تعيش البلاد في الأيام القليلة الماضية بالخصوص على وقع انفلات أمني وأحداث مؤسفة طالت عديد المؤسسات التربوية بالخصوص... وباتت تطرح أسئلة وحيرة كبيرة: من يقف وراء هذه الفوضى التي تصل حد نشر الرعب وترويع التلاميذ في المعاهد والمدارس ولم تسلم منها حتى رياض الأطفال؟ ومن يصرّ على تعكير صفو حياة الناس وعودة الأمور إلى طبيعتها كلما اتجهت الأوضاع إلى مزيد من التهدئة وكلما انصرف الناس إلى تفاصيل حياتهم العادية؟ هل هناك أجندة خفية تحاول بعض الأطراف تمريرها ولو على حساب أمن البلاد والعباد وغير مبالية بمخاطر هذه الأفعال الإجرامية الآثمة وما تمثله من مخاطر تهدد ثورة الشعب وتقوّض أمن واستقرار البلاد والعباد؟ أسئلة تلد أخرى... وتبقى كلها معلقة برسم مسؤولي الحكومة المؤقتة المطالبين بتوفير إجابات ميدانية عن كل هذه الهواجس التي تؤرق الناس وهذه المخاطر التي تهدد أمن واستقرار البلاد وتمسّ شريحة هامة وتعني كل عائلة تونسية من أقصى البلاد إلى أقصاها ممثلة في أبنائنا، فلذات أكبادنا. قد يتعلّل البعض بإضراب أعوان الأمن أو بالأوضاع التي قامت بعد انتصار الثورة... لكن هذا وذاك لا يكفيان لتفسير هذه الأعمال الآثمة... والمطلوب خاصة بعد تسوية الأوضاع المادية والاجتماعية لأعوان الأمن هو التوجه دون إبطاء لإماطة اللثام عن الجهة أو الجهات التي تقف وراء مثل هذه المساعي الإجرامية الخبيثة وعن الأجندات التي تهدف إلى تحقيقها ولو بالتلاعب بأمن المجتمع واستقراره...