اتهمت منظمات حقوقية اللواء عمر سليمان نائب الرئيس المصري والمدير السابق لجهاز المخابرات بالتورط في استجواب وحشيّ لمعتقلين متهمين في قضايا إرهاب ضمن برنامج سري لوكالة المخابرات الأمريكية (سي آن آن). ونال سليمان الإشادة الأمريكية بعد قيادته الناجحة للمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين وبين الفرقاء الفلسطينيين أنفسهم ويمثل بالنسبة للمخابرات الأمريكية شريكا موثوقا به لجهوده في مواجهة الخطر الإسلامي الجهادي. وتبنى سليمان برنامج «السي آي آي» لتسليم معتقلي ما يسمّى الإرهاب الذين كانوا ينقلون إلى مصر وبلدان أخرى حيث يستجوبون سرا دون أية إجراءات قانونية. واعتبر الكاتب جاين ماير في مؤلفه المعنون ب«الجانب المظلم» سليمان رجل السي آي آي بمصر ومباشرة عقب توليه رئاسة المخابرات أشرف سليمان على اتفاق مع الولاياتالمتحدة عام 1995 يسمح بنقل المشتبه فيهم سرا إلى مصر للاستجواب. وتؤكد المنظمات الحقوقية أن المعتقلين كانوا يتعرضون للتعذيب وسوء المعاملة في مصر وغيرها متهمة الحكومة الأمريكية بانتهاك التزاماتها عبر تسليم المعتقلين لأنظمة معروفة بمثل هذه التجاوزات. وعقب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 اعتمدت ال«سي آي آي» على سليمان لاستقبال معتقلين منهم ابن الشيخ الليبي الذي زعم الأمريكيون أنه يثبت ارتباط الرئيس الشهيد صدام حسين بتنظيم «القاعدة». وفي شهادة له يصف سيناتور أمريكي عام 2006 كيفية التعذيب حيث يوثق المعتقل في قفص ويضرب مدة ساعات من قبل جلادي مصر. واعترف الليبي بأن النظام العراقي كان يستعد لتزويد القاعدة بأسلحة بيولوجية وكيميائية وهي اعترافات تراجع عنها لاحقا مؤكدا أنها اقتلعت منه تحت التعذيب.