اليوم ينزل الستار على الأولمبياد الذي دخلناه ممتلئين بالآمال وغادرناه فارغين الا من الآلام... واليوم تصفّق كل الدول على نجاح هذه الدورة وعلى نجاح ابنائها الا من كانوا منذ البدء يمضغون الهواء ويعلكون الهراء... واليوم ينزل الستار على اولمبياد وقفنا عنده على اكثر من نقطة مثيرة بداية بمردود ابنائنا التعيس مرورا ب «رجال» العراق وصولا الى الهوّة التي تفصلنا عن هذا المستوى العالمي رغم قدرتنا العجيبة على الكلام.. الفارغ. اليوم سينفض الجماعة أياديهم من اولمبياد اثينا ليشمّروا سواعدهم للأولمبياد القادم اما نحن فلابدّ ان نبقى اشهرا وربما سنوات نجترّ الحديث عن الخيبة... ونقيم الندوات والحوارات والموائد المستديرة وحلقات «التقطيع والترييش»... فقط لندافع عن الخائبين ونتبادل التهم ونتراشق بالكلام المباح وغير المباح... ليكون الخاسر الوحيد مرة أخرى هو الوطن... مادامت الوجوه هي... هي و»الأسامي هي.. هي» والرسومات هي... هي.. والطموحات هي... هي و»الطلاسة» التي نمرّرها بأدينا لنمسح بها اخطائنا (التي لن يمسحها التاريخ) هي... هي.. ينتهي الأولمبياد... وتنتهي معه الألعاب التي لم نجن منها غير الاتعاب وارهاق الاعصاب وسيقول الجماعة اننا خرجنا ب «درس» كبير.. سينضاف الى الدروس السابقة... وما نخشاه ان ندخل كتاب «غينيس» للارقام القياسية من وراء هذه الدروس التي تكاد تكون يومية... *ما أروعكم هذا ما يمكن ان نقوله ل «المقاومة الكروية العراقية» التي قدمت قولا وفعلا درسا لن ينساه العالم في الرجولة.. والدفاع عن راية البلد الحرّ الأصيل... العراق. خرج العراقيون بعد ان لعبوا من اجل الميدالية البرونزية لكنهم تركوا للعالم شهادة اعتراف بأن العراق لا يقهر... ولو كرويا... ففي الوقت الذي كان فيه لاعبو بقية المنتخبات ومنهم لاعبونا ينامون ويصحون «بالوقت»... ويأكلون ويتخلصون من فضلاتهم «بالوقت»... ويسافرون ويعودون «بالوقت» كان لاعبو العراق محاصرين... مهددين... لا ينامون ولا يضحكون... بعد ان غدر بهم الاخوان... و»الوقت».. كيف تدربوا... كيف خططوا لهذا الامتياز .. كيف اجتمعوا... كيف استوعبوا الخطط الفنية... كيف... كيف.. وكيف لا يرضع الواحد منهم روعة حبّ ذاك الوطن وهو يشاهد بأم عينيه «الأموات» الذين يولدون يوميا احرارا بعزة ذاك الوطن.. *ما أروعك هي كلمة عجلى لن يسمعها المدرب العراقي «عدنان حمد» لكني سأقولها له «كم كنت رجلا... يا رجل وكم حملت في عينيك عراقا سيظل مثل نخله شامخا مهما تعالت فوقه طائرات الأباتشي... وكم كنت اصيلا وثابتا عندما رفضت ان يضع لاعبوك شارات حزن نزولا عند رغبة الايطاليين الذين فقدوا صحفيا... وقلت لهم ان في العراق امواتا لا تكفيها اكفان العالم شارات حزن... وكأنني سمعتك رغبة اخرى مني تقول «لو غطيتم الكرة الارضية بثوب الحداد ما كنتم تمسحون دموع اطفال العراق ولا كنتم تغلقون افواه رجال العراق رغم سعة «بوش» (فم) امريكا..