حول كوب شاي التقينا... وعن أحوال مصر تحدثنا... كانت عشيّة من ألف عشيّة وكانت قصّة من إحدى مقاهي العاصمة... سألني : أنتم الصحافيون تريدون الكتابة في «السرية» ومقالاتكم خشبية... قلت : لا فضّ فوك يا أخا العرب... نحن كذلك وكلامنا الخشبي أحمر... وأبيض.. و«بليتز» ونستعد للكلام... الأصفر... هل تريد أكثر من ذلك. لا يا صديقي... ولكن ما رأيك في ردود الفعل بشأن ثورة مصر...؟ تقصد الردود الخشبية... أظنها من المسرح والسينما والحكايات العاطفية... بالمناسبة... قلت انك تحب الثورة... نعم... ولكن الأهم أن يكون الحب متبادلا... تقصد أنها لا تحبك... ربما... ولكنها لا تكرهني... وفي مصر يقال إن هناك حربا أهلية... بين المتظاهرين... والقوات الحكومية... ماذا تقصد... هل أنت من أعداء الثورة... يا إلهي... أنتم الصحافيون حفظتم شيئا وغابت عنكم أشياء... ربما... ولكن هل تعرف أن ما قلته عجز بيت مشهور في أشهر قصيدة لأبي نواس جاء فيها دع عنك لومي... و... داوني بالتي كانت هي الدّاء صفراء معتقة (إلخ)... أتعرف يا صديقي... أنها قصيدة خمريّة... أنت تخرج عن الموضوع... ربما يا صديقي... ولكن ألا تعتقد أن الذين خرجوا عن الموضوع أكثر من الذين بقوا داخله... وما رأيك في دور الأحزاب والجمعيات والتنظيمات... في مصر... كل شيء واضح... حتى دور المخابرات. وماذا تقصد؟... لا أقصد أي شيء... ولكن الشرطة تتصرف بنفس الشكل عبر العالم العربي... إنها الوحدة العربية. تقصد أن رجال الشرطة سيتظاهرون في مصر أيضا؟. ولكن هل أرسلتم مبعوثا خاصا إلى ميدان التحرير... نعم... لدينا مبعوثون... في ميدان «التنبير والتزوير»... يا إلهي ماذا تقصد...؟ دع عنك لومي... فإن اللوم... تنبير... ولحديثنا بقية... وتسطير... بالمناسبة... أين كأس الشاي يا أخا العرب... أنا لا أريد الشاي الساخن... هل عنده شاي مثلّج... يا أخي أكاد اشتعل من الداخل... الحق معك... ومع ذلك أعرف صديقا طلب شايا مثلجا... فحصل على... «دش» بارد...