تجدد أمس القتال الضاري في مدينة الصدر ببغداد بين المقاومة العراقية والقوات الأمريكية التي كانت قد قصفت مرة أخرى مدينة الفلوجة مما أسفر عن سقوط عديد الشهداء والجرحى. وعلى الميدان أيضا تواصلت حالة الانفجار الأمني من بغداد إلى كركوك شمالا. وبعد عودة الهدوء إلى النجف بشكل كامل تقريبا اشعلت القوات الأمريكية مجددا جبهة مدينة الصدر التي شهدت أول أمس مواجهات عنيفة تجددت أمس بقوة أكبر. معارك وغارات أمريكية وتفجر الوضع في هذا الحي الشيعي مترامي الأطراف الذي يقطنه نحو مليوني نسمة ويهيمن عليه أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر حين توغلت آليات أمريكية مساء أول أمس عبر أحد مداخل الحي. وتبادل المقاتلون العراقيون وقوات الاحتلال على مدى عدة ساعات القصف بالمدفعية الثقيلة (من الجانب الأمريكي) ومدفعية الهاون والقاذفات الصاروخية (من جانب أنصار الصدر). وخلال هذه المواجهات التي شملت عدة محاور قصف المقاتلون العراقيون منطقة «الرشاد» التي توجد فيها قاعدة أمريكية يطلق عليها «النسر». وشوهدت أعمدة من الدخان تتصاعد من القاعدة التي أصيبت بشكل مباشر. وتجدد أمس القتال العنيف في مدينة الصدر في محاور الداخل والأورفلي والفلاح وهي ثلاثة أحياء داخل هذه الضاحية الشيعية الكبيرة الواقعة شرقي بغداد. وقال مراسل لوكالة «اسوشيتد برس» ان الآليات العسكرية الأمريكية بما فيها الدبابات اغلقت المداخل الرئيسية للحي فيما طلب جنود الاحتلال من السكان بواسطة مكبرات الصوت البقاء في منازلهم إلى حين «تطهير» الحي من المسلحين. وقال متحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة علاوي ان وحدات «الحرس الوطني» شاركت في القتال إلى جانب الأمريكيين. ووفق تقارير مختلفة فقد أسفرت المواجهات الجديدة عن استشهاد وجرح العديد من العراقيين بين مقاتلين ومدنيين. وبالتزامن مع مواجهات مدينة الصدر كانت الطائرات الأمريكية قد عاودت مساء أول أمس القصف على مدينة الفلوجة مستهدفة الحيين الصناعي والعسكري بعدة غارات أوقعت وفق تأكيد مصادر طبية في المدينة 5 شهداء و32 جريحا. وزعم متحدث أمريكي ان القصف استهدف مدفعا مضادا للطائرات. وفي الفلوجة أيضا اعترف مصدر عسكري أمريكي الليلة الماضية بقصف قاعدة أمريكية في المدينة على أيدي مقاومين، كما أعلن المصدر ذاته عن مقتل 10 عراقيين وجرح 7 آخرين في معارك شهدتها المدينة مساء أمس. وعلى الطريق السريع الذي يمر بالقرب من المدينة كان جندي أمريكي قد قتل أول أمس في هجوم استهدف قافلة أمريكية وأدى إلى تدمير عربة من نوع «همفي». انفجار وتواصل في الأثناء الانفجار الأمني من خلال هجمات متعددة في أكثر من مدينة وبلدة عراقية. وقتل عراقيان وجرح آخرون حين أصابت أمس قذائف هاون محيط مجمع وزارات في بغداد. وفي شارع السعدون وسط بغداد أصابت أمس قذيفة واحدة على الأقل فندق «الشاطئ الذهبي» مما تسبب في اضرار مادية كبيرة واصابة شخصين. وشهدت مدينة كركوك الليلة قبل الماضية مواجهات عنيفة بين الشرطة العراقية والقوات الأمريكية. وحسب بعض المصادر الأمنية فإن المواجهات التي أسفرت عن جرح اثنين من عناصر الشرطة واعتقال 6 آخرين وقعت عن طريق «الخطإ». وفي مدينة «بيجي» القريبة من كركوك، قتل عراقي في هجوم بالهاون بينما عثر أول أمس في هذه المدينة على جثتين احداهما تركي وفق مصدر دبلوماسي تركي. وفي الموصل قتلت أمس رئيسة قسم الترجمة في كلية الآداب بجامعة المدينة رميا بالرصاص. وفي بعقوبة قتل أمس 6 من أفراد الشرطة وجرح 11 آخرون بينهم 9 من الشرطة في هجوم شنه مسلحون على حاجز أمني شرقي المدينة. وإلى الجنوب من بعقوبة فجر مجهولون أنبوبا ينقل النفط من «خانقين» قرب الحدود مع ايران إلى بغداد. أما في جنوب العراق فقد تعرضت القوات الهولندية أول أمس لهجوم جديد بالهاون.