بغداد كربلاء النجف (وكالات): قتل جنديان أمريكيان على الأقل وجرح 20 آخرون في إطار تصعيد ملحوظ من جانب المقاومة العراقية التي ضربت الأمريكيين والمتعاونين معهم بالسيارات المفخخة والصواريخ.. وشمل التصعيد محيط مدينة الفلوجة في حين تجدد القتال في مدينة النجف مقابل انسحاب جيش المهدي من كربلاء. وغطّت هجمات المقاومة العراقية منذ أول أمس مناطق عراقية كثيرة وخصوصا في بغداد والأنبار والنجف. واستهدفت الهجمات قوات الاحتلال الأمريكي وكذلك المسؤولين وأفراد الأمن العراقيين الخاضعين لسلطة الأمريكيين. تصعيد ضد الغزاة وأعلن أمس الجيش الأمريكي ان أحد جنوده لقي مصرعه في حين جرح 3 آخرين في هجوم بسيارة مفخخة في منطقة المحمودية جنوبي بغداد. وبينما تحدث جيش الاحتلال عن قتيل واحد و3 جرحى (بينهم اثنان في حالة خطيرة). أكد أهالي المحمودية مصرع أكثر من جندي في هذا الهجوم. وفي بغداد قصف أمس رجال المقاومة مجددا المقر العام لقوات الاحتلال داخل ما يعرف بالمنطقة الخضراء. وتحدث الجنرال الأمريكي «مارك كميت» لاحقا عن سقوط 7 قذائف هاون وسط بغداد مما أسفر عن جرح جنديين أمريكيين ومدني عراقي بجروح طفيفة. وقبل هذا القصف كانت سيارة مفخخة قد انفجرت أمام منزل وكيل وزارة الداخلية العراقية عبد الجبار الشيخلي الذي أصيب بجروح بليغة على ما يبدو في حين قتل 4 من حراسه وامرأة وجرح 13 آخرون. ونقل الشيخلي إلى المستشفى داخل المقر العام لسلطة الاحتلال فيما وصف مسؤول عراقي الهجوم الذي وقع في حي البلديات جنوب شرقي بغداد ب»الانتحاري» وتبنى العملية التنظيم الذي يقوده أبو مصعب الزرقاوي حسب ما جاء في موقع التنظيم على الانترنت. وفي محافظة الأنبار غربي العراقي صعّدت المقاومة هجماتها التي شملت حتى محيط مدينة الفلوجة. وقتل أول أمس عنصر آخر من «المارينز» قرب معسكر للقوات الأمريكية في محيط مدينة الفلوجة بينما كان يشارك في عملية عسكرية. وادعى بيان أمريكي ان الجندي لم يقتل بنيران المقاومة. وذكرت تقارير ان المقاومين دمروا مساء أول أمس دبابة أمريكية بعد قصفها بثلاث قذائف «ار.بي.جي» بشمال الفلوجة. وحسب التقارير ذاتها فإن المقاومة سعت من خلال هذا الهجوم إلى اجبار القوات الأمريكية على ازالة نقاط التفتيش التي وضعتها مؤخرا حول الفلوجة. وعقب تدمير الدبابة وقتل وجرح من كان بداخلها، ضربت قوات الاحتلال حصارا على منطقة «الكرمة» الريفية في محيط الفلوجة. وفي قضاء «حديثه» على مسافة 350 كيلومترا إلى الغرب من بغداد أصيب 9 من أفراد المارينز بجروح متفاوتة الخطورة اثر تفجير رجال المقاومة عبوة زرعت على جانب الطريق لدى مرور قافلة أمريكية. وحسب المصدر ذاته فقد أصيب 3 جنود أمريكيين برصاص المقاومين في منطقة «التاجي» شمالي بغداد في حين أصيب 4 آخرون اثر تعرض مبنى الشرطة في النجف للقصف بالقذائف الصاروخية. وقتل أول أمس أيضا 4 من افراد جهاز الدفاع المدني العراقي وجرح 3 آخرون في هجوم بالأسلحة الآلية والقذائف على مركز تابع لهذه القوة في قضاء المقدادية شمال شرقي بغداد. ونجا أمس رئيس بلدية بعقوبة القريبة من المقدادية من محاولة اغتيال أصيب فيها مرافقاه. معارك جديدة وانسحاب وتجدد أمس القتال في النجف بين جيش المهدي والقوات الأمريكية. وأصيب 6 عراقيين على الأقل في المواجهات الجديدة التي استمرت حوالي نصف الساعة وتركزت قرب مقبرة المدينة. وأكد مصدر طبي ان الجرحى من المدنيين ومقابل استمرار القتال في النجف أعلن أمس مقاتلو جيش المهدي انسحابهم من مدينة كربلاء. وحسب جيش المهدي فقد انسحبت القوات الأمريكية بدورها من المدينة تمهيدا لاتفاق بين الجانبين. لكن الجيش الأمريكي تحدث أمس على لسان الجنرال كميت عن «إعادة انتشار» في المدينة التي تشهد منذ شهر تقريبا معارك طاحنة بين الأمريكيين وجيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وأعلن المقاتلون الموالون للصدر انسحابهم من المدينة غداة مظاهرة شارك فيها الآلاف من اتباع القيادات الدينية الرافضة لمبدإ المقاومة المسلحة.