كل من يريد الزواج يود ان يعقد قرانه وسط فرحة الاهل.. لكن بالنسبة لأحمد سعفان وعلا عبد الحميد كان الاهل هم المحتجون الذين قادوا المظاهرات المطالبة بالإطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك. وعقد قرانهما وسط ميدان التحرير في القاهرة مركز الاحتجاجات المستمرة منذ اسبوعين. قالت علا (22 عاما) الحاصلة على شهادة في علوم الكمبيوتر «كان الخيار إما أن نترك ميدان التحرير ونعقد قراننا في صالة معزولة أو أن نحتفل بزواجنا هنا بين الناس المحتجين في الميدان. قررنا الاختيار الثاني». وقال زوجها أحمد (29 عاما) وهو طبيب نفسي «هؤلاء المحتجون هم عائلتنا الآن. عشنا وضحكنا واحتججنا معا في هذا الميدان خلال الأسبوعين الماضيين. علا وأنا أردنا أن يشاركنا الجميع فرحتنا». وأحاط بهما الآلاف من المحتجين. وانطلقت الصيحات والزغاريد عندما أعلن شيخ عبر مكبر للصوت زواجهما أمس الأول. ووزع الاهل الزهور والمشروبات على الموجودين في المكان بعد أن أنهى الشيخ مراسم عقد القران. وقال الاثنان إن اختيارهما لميدان التحرير كمكان لعقد القران يشير إلى إصرارهما على البقاء حتى تتحقق رغبات الشعب. وقال أحمد ‹تريد السلطات أن يظن العالم أن التحرير متوقف في الوقت والمكان بينما تتحرك باقي القاهرة ومصر. لكننا لسنا في حالة جمود. نريد أن يرى العالم أننا يمكن أن نواصل الاحتجاج وأن نمارس حياتنا›.