تواصل أمس اعتصام أعوان وإطارات وكالة النهوض بالإستثمارات الفلاحية أمام مقر الوكالة للتعبير عن احتجاجهم لما آلت إليه وضعية العملة ولعل أسوأها ما أقدمت عليه خولة الوحيشي أول أمس حين قامت بحرق نفسها في بهو عمارة قريبة من مقر عملها. وحاولت «الشروق» على هامش هذا الاعتصام البحث عن أسباب ما أقدمت على فعله هذه الموظفة وتحدثت إلى السيد عبد المؤمن التوكابري كاهية مدير الدراسات بالوكالة فأفاد أن المرحومة خولة عملت لما يزيد عن السبع سنوات بالوكالة في المكتبة وهي تحمل شهادة الأستاذية في التوثيق ومنذ ذلك الوقت وهي إما تعمل بعقد أو بصفة عرضية ككل الأعوان العرضيين وانتظرت تسوية وضعيتها إلا أن الإدارة العامة تخلت عنها بعد انتهاء العقد وذلك يوم 26 ديسمبر الماضي. وأضاف حاولت مع الكاتب العام أن يعيدها إلى العمل لأنها تعيش في ظروف مادية صعبة فقال إن المدير العام رفض وبدون إلحاح. الحرق أضاف محدثنا أن المرأة كانت على درجة كبيرة من الأخلاق ومؤمنة بالله ورغم أنه تم ترسيم من عملوا بعدها إلا أنها راضية بوضعها كموظفة بصفة وقتية على أمل أن يحين الوقت ولما جاءت ثورة 14 جانفي زاد أملها في إمكانية تغير الوضع فاتصلت بالوكالة مرات متتالية ولكن دون جدوى وزاد في إحباطها النفسي أن الإدارة لم تعر اعتصام الموظفين أية أهمية والذي كان يهدف إلى لفت انتباههم لوضعها ووضع البعض مثلها. وقبل أن تقرر حرق نفسها قالت لبعض الموظفات بأنه لم يعد أمامها غير حرق نفسها وفعلا فعلت ذلك باللجوء إلى بهوالعمارة التي توجد قبالة الوكالة حيث أضرمت في نفسها النار بينما كانت تمسك مصحفا في يدها وانتهت حياة خولة لكن لم تنته مطالب موظفي الوكالة الذين زاد غضبهم فتجمعوا كلهم أمام الوكالة رافعين الشعارات. بحث الهياكل المعنية فتحت بحثا في الغرض للتأكد من أسباب الانتحار وفي انتظار النتائج يمكن طرح بعض الأسئلة ولعل أهمها لماذا أحرقت خولة نفسها في بهو العمارة عوض أن تقوم بذات الفعل أمام الوكالة فهل قادتها الرغبة في الهروب من كل عملية إنقاذ لحياتها لفعل ذلك أم أنه توجد أسباب أخرى؟ وعموما يظل اليأس من إمكانية تحقيق العيش الكريم هو السبب البارز حاليا في عملية الانتحار حرقا لامرأة متزوجة منذ سنتين.