من بنزرت لبنقردان يا شهيد الدم تخلّط لونه سايح عالحيطان قالوا هذا دم الفاضل ساح وغطّى عالكيّاس قالوا هذي نار محمّد لهبت شعلت كل إحساس بهذه الكلمات التي تلهب الإحساس والمشاعر والنابعة من عمق الثورة التي لم تخمد نيرانها بعد، بهذه الكلمات التي جادت بها قريحة الشاعرة فتحية الهاشمي انطلقت هذه الأيام مجموعة البحث الموسيقي بقابس بقيادة المؤسس والرائد نبراس شمّام في جولة احتفالا بانتصار ثورة الكرامة جولة للتغني بالأشعار الملتزمة سابقا والجديدة منها التي تحكي الخلود والشهداء والمناضلين وأحرار تونس من الشباب الذين صنعوا ملحمة الانعتاق. «الشروق» التقت نبراس شمّام في حوار اللحظة حوار الماضي والحاضر: شاهدناك في الصفوف الأولى لمسيرات اتحاد الشغل هل أنت نقابي؟ أنا بطبعي حقوقي مدافع عن المضطهدين وبدون تشدق أنا منذ احتراق البوعزيزي متواجد مع المعتصمين داخل مقر اتحاد الشغل بقابس وقمت مع مجموعة من النقابيين «الصحاح» بما يمليه علينا ضميرنا وتعرضنا للمضايقات والتهديدات وحتى الضرب ومن جهة أخرى فأنا أعتبر أن الفنان الملتزم هو موقف، هو تواجد في الشارع مع الشعب في الاحتجاج والإضراب للتعبير عما يخالجنا بالداخل ومن لا يعيش مثل هذه التجارب والالتصاق الواقعي بما يجري لا يمكن له أن ينتج فنّا ملتزما. الثورة ماذا تعني لنبراس شمّام؟ الثورة تتويج لنضالات قوى تحررية تواصلت على مدى عقود، الشباب نجح في المبادرة وقاد الثورة بكل اقتدار وساعده في ذلك وجود تراكمات من النضالات والتضحيات في شتى المواقع وفي كل الجهات. الثورة ثورة كرامة بدرجة أولى وثورة فقراء ومحتاجين وثورة متعلمين واعين أتقنوا استغلال التكنولوجيات الحديقة، الثورة هي إحدى أهداف رسالتنا الفنية التي اخترناها منذ سنة 1979 وتهكم علينا وقتها البعض لقد غنينا عن الفقر والحاجة والظلم والقهر والحرية والإنسانية والحمد لله كنا على حق وعشنا لنسعد بحصول الثورة. بدأتم سريعا في الاحتفال بالثورة الثورة لم تهدأ بعد لكنها سريعا ما أفرزت إنتاجات شعرية نابعة من عمق الإحساس الإنساني ووصلتنا عشرات القصائد الرائعة والألحان الثورية وبما أن الانتصار على الدكتاتورية كان حدثا تاريخيا عظيما لم نستطع رفض دعوات عديدة وصلتنا من كل الجهات فكانت مجموعة البحث الموسيقي في الموعد ونظمنا حفلات مع المعتصمين والمناضلين في سوسة وجرجيس والشابة وتونس وقبلي وقريبا سنكون في دوز في ذكرى أربعينية الشهيد حاتم بالطاهر. وفي ظرف وجيز قمنا بتسجيل أغنيتين جديدتين وبالمناسبة فأنا أدعو الاذاعات الى اقتناء تسجيلات حديثة لاغاني المجموعة لأن ما يبث حاليا فيه أصوات لم تعد تنتمي لمجموعتنا منذ سنوات عديدة. مجموعة البحث الموسيقي حدث فيها تغيير كبير هذا أمر طبيعي جدا مجموعتنا انطلقت سنة 1979 بأسماء معروفة وهي نبراس شمام وآمال الحمروني وخميس البحري وخالد الحمروني وشكري الحمروني وتوحيد وبدأ التغيير بخروج شكري وتوحيد قبل أن يغادر المجموعة سنة 2004 بعد انقطاع دام سبع سنوات كل من آمال وخميس نظرا لاختلافات كبيرة بيننا فكرية وسياسية وفنية وبقيت مع خالد متمسكين بالنمط الذي بدأناه واستقطبنا كفاءات موسيقية شابة تؤمن بالاختيارات التي رسمناها للمجموعة وقد تعرضنا خلال السنوات الخمس الاخيرة الى المضايقات والتهديدات ورغم ذلك واصلنا رسالتنا الفنية ونجحنا في هذه الفترة الماضية الصعبة من تنظيم 64 عرضا في كل انحاء الجمهورية ومجموعتنا الحالية القارة تضم عبير شمام أنيس العمري أيمن النابلي نبيل الغنوشي طارق شابير وناصر الرديسي. بماذا تختم اللقاء؟ أودّ أن أختم بالترحم على أرواح كل الشهداء وأدعو بالشفاء للجرحى وأقول للجميع إن الثورة حررتنا وجاءت لتبعد عنّا شبح الدكتاتورية والمحسوبية والرشوة والعنصرية وعلى المناضلين مستقبلا المحافظة على مكاسب الثورة وعدم التفريط فيها وسنبقى في مجموعة البحث الموسيقي على نفس النمط والخط المرسوم للتغني بالثورة والحقوق والاخوة والصدق وجمهورنا سيكون أكبر.