إحتضن متحف قرطاج في سهرة امس السبت 23 جويلية عروضا بالجملة لثلاث فرق تصنف ضمن ما يعرف بالموسيقى الملتزمة أو الأغنية البديلة... ومع أن موعد إنطلاق العروض محدد سلفا في التاسعة والنصف إلا أننا فوجئنا عند وصولنا في العاشرة إلا الربع ليلا بعناصر فرقة أولاد بومخلوف بصدد القيام بالبروفات الصوتية مع تقني الصوت في حضور الجماهير...وهو تصرف غير مقبول في مهرجان دولي يحمل إسم قرطاج ولو بشكل إفتراضي... وعلى الرغم من هذه البروفات مع السيد"أنيس" فإن نوعية الصوت كانت رديئة ولم تشفع الذاكرة لأولاد بومخلوف فقد كانت فقرتهم عادية ودون الإنتظارات... منعرج السهرة كان مع فرقة أولاد المناجم بلباس عناصرها الأزرق(دجين ودنقري) مما يذكر بأمجاد هذه الفرقة في الثمانينات أيام كان النضال العمالي في أوجهه وكانت شعارات الرفيق وثوار العالم إتحدوا... وقد تفاعل الجمهور قليل العدد مع أغاني أولاد المناجم التي حافظت على عفويتها الثورية... نهاية السهرة كانت مع البحث الموسيقي التي باتت رديفا لنبراس شمام أحد مؤسسي المجموعة التي إنفصل عنها الثنائي خميس البحري وآمال الحمروني... غنى نبراس وعزف بكثير من الإندفاع وتكلم عاليا ليوجه إتهامه مباشرة لوزير الثقافة وحاشيته-والعبارة له حتى لا يطالنا عتاب شراح خطاب سيادة الوزير وحوارييه ومريديه من الطابور الرابع- وهاجم بشدة تكديس الفرق الملتزمة في سهرة واحدة دون دعاية إعلامية وأضاف نبراس شمام"سنواصل الغناء في الأرياف ومدرجات الجامعات...نحن لا نحتاج مهرجان قرطاج لنغني للناس"... وقد كان التفاعل إستثنائيا مع"هيلا هيلا يا مطر" و"وصية الفاضل ساسي"فتعالت الشعارات"الوفاء الوفاء لدماء الشهداء" و"الشعب يريد الثورة من جديد"... ومادمنا تحدثنا عن إحتجاج نبراس شمام على وزارة الثقافة تسربت أنباء عن سعي بعض العناصر المزمنة في لجان وزارة الثقافة إلى إقصاء بعض الأسماء من برمجة مهرجاني الحمامات وقرطاج هذه الصائفة بتعلة أن الإنتاج قديم والحال أن هذه الأسماء من أساتذة المعاهد العليا للموسيقى بوجه خاص طالما تمرغت في أموال وزارة الثقافة التي كانت تنفق بسخاء على عروضهم وأشرطتهم التي لا توزع فضلا عن الإفتتاحات والإختتامات بمئات الملايين وإحتكار إدارة مهرجان الموسيقى ولجان الفرز فيه والتحكيم ولجان الدعم...ويسأل كثيرون ألم يحن وقت تقاعد هؤلاء وإنسحابهم من كواليس وزارة الثقافة؟ وإلى متى يرتعون وكأنهم قدر على الموسيقى التونسية؟ أحد الظرفاء علق"بسبب هؤلاء هاجر أنور براهم وظافر يوسف وخالد بن يحيى وإعتزل محمد زين العابدين" !