توقع مدراء أجهزة الاستخبارات الأمريكية أن تكون للاضطرابات التي تشهدها مصر للأسبوع الثالث على التوالي للمطالبة بإسقاط حكم الرئيس حسني مبارك تأثيرات «طويلة الامد» في الشرق الأوسط، وحذروا من أن حكومات عربية أخرى يمكن أن تواجه احتجاجات شعبية مماثلة. ووصف مدير الاستخبارات القومية ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) ليون بانيتا ما يحدث من احتجاجات شعبية في مصر ب «الزلزال السياسي»، وقال إن الإحباطات المكبوتة التي أثارت موجة احتجاجات الشوارع في مصر موجودة في دول عربية اخرى. وألمح إلى أن ما حدث في مصر قد يحدث في دول عربية أخرى، وأضاف «أعتقد أنه يكفي القول إن هناك عددا من الدول في العالم العربي تواجه نفس المشاكل، ومن بينها غياب الحريات وغياب الإصلاح السياسي وعدم وجود انتخابات حرة ونزيهة، والركود الاقتصادي وتأثيرات ذلك على البطالة خاصة بين الشباب». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بانيتا قوله في رد على سؤال حول التأثيرات المحتملة لذلك على السعودية والأردن وسوريا «كل ذلك يعني أن علينا أن نولي اهتماما كبيرا للأمر لأنني أعتقد أن العوامل التي تسببت في ما يحدث في مصر يمكن أن يكون لها تأثير على مناطق أخرى». وفي نفس جلسة الاستماع أمام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، قال مدير الاستخبارات القومية جيمس كلابر، إن الاضطرابات في مصر «ستكون لها تأثيرات طويلة الأمد في شمال أفريقيا والشرق الأوسط». وقالت الوكالة إن الاضطرابات وضعت الحكومة الأمريكية في موقف صعب لأنها تحاول الموازنة بين علاقاتها الاستراتيجية طويلة الأمد مع الأنظمة العربية، والدعوة إلى التغيير الديمقراطي في مصر. وفيما تراود المسؤولين الأمريكيين مخاوف من حدوث فراغ في السلطة في مصر أو حدوث ثورات فوضوية في أماكن أخرى قد تفتح الباب للإسلاميين، قال رئيس وكالة الاستخبارات المركزية إن نتائج الاضطرابات لا تزال غير أكيدة. وأضاف قائلا: «إذا حدث تحول الى الديمقراطية أدى إلى تطبيق اصلاحات حقيقية وانتخابات حرة في النهاية «فأعتقد أن ذلك يمكن أن تكون له تأثيرات إيجابية على تلك المنطقة»، بحسب قوله. لكنه قال «إذا تحولت الأمور إلى منحى آخر، فيمكن أن يؤثر ذلك ليس فقط على أمن إسرائيل بل على أمن دول أخرى».