أوضح المخرج المصري يوسف شاهين، صباح أمس الاثنين في ندوة صحفية عقدها في تونس بمناسبة ظهور شريطه الجديد «إسكندرية نيويورك» في القاعات التجارية التونسية، أن موقفه من أمريكا فيه غضب شديد، ولكن ليس الى درجة الكره أو الحقد. وأضاف شاهين ردا على من وصفوا موقفه في الفيلم بالمغازلة لأمريكا أكثر منه غضبا أو معاداة، أنه بالفعل يعيش تناقضا في مشاعره بين الغضب والحب. وقال ان أمريكا فيها أشياء كثيرة جميلة مثل الحرية والتكنولوجيا، اضافة الى أنها علّمته فن السينما، ولكن فيهاأيضا أشياء كثيرة سيئة، وتحديدا سياستها المساندة لإسرائيل، واحتلال العراق. العرب حكايتهم حكاية! وأوضح شاهين في الندوة التي حضرها الى جانبه، الممثل محمود حميدة والمنتج غابرييل خوري، أن موقفه من أمريكا بدأ يتغير منذ حرب الخليج الأولى عندما التحق الجيش المصري بجيش التحالف.. وتحول العربي الى عدو لأخيه العربي.. وأضاف أن المصريين في العراق في تلك الحرب، وجدوا أنفسهم وجها لوجه أمام أشقائهم القادمين من مصر.. وقال أن العرب «حكايتهم حكاية» على مرّ التاريخ، فهم خونة في ما بينهم، والدليل ما يجري الآن في فلسطين. فأكثر الجرائم التي تقوم بها اسرائيل، هي نابعة عن وشاية من إخوانهم الفلسطينيين. ما معنى «خريطة الطريق»؟ وعن مفهوم الإرهاب، قال شاهين أن الغرب هو الذي ابتدع هذا المصطلح، وألصقه بالمسلمين. وأشار الى أنه في أحد اللقاءات بالرئيس الفرنسي جاك شيراك، سأله: لماذا تربطون دائما في التلفزة بين الإرهاب والاسلام، أليس هناك إرهاب مسيحي، وإرهاب يهودي؟! وكلمة إرهاب في نظر شاهين، هي مثل كل المصطلحات الغربية التي ما فتئ الغرب يبتدعها في كل أزمة.. وتساءل مثلا عن معنى كلمة «خارطة الطريق»؟ الحكومات العربية صناعة أمريكية وعن معاني شيرطه «اسكندرية نيويورك»، قال شاهين أنه حاول تقديم رؤية من خلال تجربته الطويلة التي قادته الى أمريكا ثم عاد على اثرها الى مصرحيث قدم عديد الأعمال.. وكشف أن مواقفه الايديولوجية بدأت تظهر بعد أفلامه الأولى التي تحدّث فيها عن الأرض والفلاح المصري.. أما موقفه من أمريكا، فهو وليد تجربة كاملة.. وإذا كان غضبه قد اشتدّ اليوم فهو نتيجة ما يجري للعرب الآن في ظلّ السياسة الأمريكية.. وبصراحة كبيرة، لم يخف شاهين احتقاره للرئيس الحالي للولايات المتحدةالأمريكية حيث وصفه بالغشاش والكذاب.. وكما في كل أحاديثه، لم تنجو الحكومات العربية أيضا، من انتقادات شاهين، لأنها في نظره من صنع السياسة الأميريكة. وقال ان الحكومات العربية رافضة لكل اصلاح، لأن الاصلاح الحقيقي يعني نهايتها.. وبالتالي لا يمكن أن يحدث. وقد كشف المخرج المصري يوسف شاهين أن شريطه القادم سيكون عن شخصية «هاملت». وقال شاهين ل»الشروق» أن عنوان الفيلم سيكون «هاملت الاسكندراني». وشخصية «هاملت» التي ستكون محور الفيلم، هي شخصية حاضرة في كل أفلام شاهين الأخيرة ومنها فيلم «اسكندرية نيويورك» الذي يقدم فيه المخرج لوحة من مسرحية «هاملت».