عرض الكاتب البريطاني روبرت فيسك الذي غطى أحداث الثورة الشعبية المصرية في مقال له بصحيفة «الانبدبندنت» البريطانية امس مقارنة بين أساليب «القمع التي تستخدمها أجهزة أمن الدولة في الدول العربية لإخماد الثورات التي تفجرت في تونس ومصر وتمتد إلى اليمن والبحرين والجزائر». ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية « بي بي سي» عن فيسك قوله: «تماما كما تعلمت الملايين المسالمة في القاهرة من قناة الجزيرة ومن أقرانها في تونس إلى حد تلقي الرسائل الإلكترونية المرسلة من تونس والتي تحث المصريين على قطع حبات الليمون وتناولها لتفادي آثار قنابل الغاز المسيلة للدموع، فإن بلطجية أمن الدولة في مصر الذين من المفترض أنهم يشاهدون نفس البرامج قد استخدموا نفس أساليب البطش ضد الحشود كتلك التي استخدمها زملاؤهم في تونس». وتابع فيسك بنبرة ساخرة: «أما وقد حظيت بشرف الوقوف بجوار ثلاثة من مقاتلي أمن الدولة في شوارع القاهرة فإن بإمكاني ان أدلي بشهادتي حول أساليبهم عن خبرة شخصية». وتابع: «في البداية واجه رجال الشرطة المتظاهرين ثم انقسموا في صفين لتمكين البلطجية وهم من رجال الشرطة السابقين ومدمني المخدرات وخريجي سجون للاندفاع إلى الأمام وضرب المتظاهرين بالعصي وهراوات الشرطة والقضبان الحديدية، ثم تراجع المجرمون قليلا فيما كان رجال الشرطة يرشون المتظاهرين بآلاف القنابل المسيلة للدموع المصنوعة في الولاياتالمتحدة». وأضاف: «في النهاية شاهدت وانا أشعر برضا بالغ كيف تغلب المتظاهرون على رجال أمن الدولة والمافيا التابعة له». بعد ذلك يصف فيسك كيف أنه يشاهد على شاشة التليفزيون نفس الأساليب ونفس النهايات لمطاردات الشرطة للمتظاهرين في كل من اليمن والبحرين والجزائر، ليستنتج أنه لا غرابة في ذلك. قائلا: «ان قياداتهم تتبادل المعلومات منذ سنين، فالمصريون تعلموا كيفية استخدام الكهرباء في سجونهم الصحراوية بقوة أكبر بعد زيارة ودية قاموا بها لأولئك القابعين في مركز شرطة شتونوف في الجزائر والمتخصصين في ضخ الماء في جسد الشخص حتى يتفجر جسمه بمعنى الكلمة». وتابع: «حين كنت في الجزائر في ديسمبر الماضي كان قائد أمن الدولة التونسي يقوم بزيارة أخوية لها. تماما كما زار الجزائريون سوريا عام 1994 ليروا كيف تعامل حافظ الأسد مع الانتفاضة الإسلامية في حماة: ببساطة أذبح الناس، فجر المدينة، ودع جثث الأبرياء والمذنبين على حد سواء ليراها الناجون. وهذا ما فعلوه في الإسلاميين المسلحين والشرسين وفي شعبه أيضا». ويعلق الكاتب بأن هذه الدول تستخدم نفس الأساليب التي خذلت بن علي ومبارك ليختم بالقول «إن هذا يثبت أن طغاة الشرق الأوسط هم أشد غباء وشراسة واحتفاء بالنفس وغطرسة وغرابة بكثير مما يتخيله شعوبهم فيهم».