أفاد مصدر نقابي السلطات التونسية أغلقت، وإلى أجل غير مسمى، المدارس الإعدادية والثانوية في مدينة "تالة" (250 كلم غرب العاصمة تونس) التابعة لمحافظة القصرين الحدودية مع الجزائر، غداة مواجهات عنيفة بين طلاب مدارس ثانوية وإعدادية وقوات الأمن أسفرت عن إصابة متظاهرين بجراح. وقال جمال بولعابي، الكاتب العام لنقابة التعليم الثانوي في تالة إن السلطات "قررت إغلاق كافة المدارس الثانوية والإعدادية في المدينة، إلى أجل غير مسمى". وأضاف أن تالة "ترزح تحت حصار أمني خانق بعد أن دفعت السلطات نحوها بتعزيزات أمنية كبيرة جدا". وندد المتحدث بما أسماه ب "بلطجة رجال الأمن" الذين قال إنهم "خربوا ونهبوا ليلة الثلاثاء عديدا من المحلات التجارية في تالة بهدف نسبتها لاحقا إلى المتظاهرين وأجبروا اليوم الأربعاء أصحاب المخابز والمحلات التجارية على غلق محلاتهم". وتابع "تم تشكيل لجنة لرصد وتوثيق تجاوزات وانتهاكات رجال الأمن والمطالبة بمحاكمتهم". وأفاد أن الشرطة اعتدت الأربعاء بالضرب على مدرسين يعملان في مدرستي "فلسطين" و"بورقيبة" الابتدائيتين وأن أحدهما أصيب بجراح في رأسه مذكرا بأن مدرّسة أصيبت أمس الثلاثاء في عينها عندما "رشق رجال أمن مدرسة ابن شرف الثانوية بالحجارة". وأوضح أن عشرات من النقابيين في تالة "دخلوا الأربعاء في اعتصام بمقر الاتحاد العام التونسي للشغل(أكبر نقابة عمال في تونس) احتجاجا على بلطجة رجال الأمن وللمطالبة برفع الحصار الأمني عن المدينة والإفراج عن المعتقلين". ولفت إلى أن الشرطة باشرت منذ صباح اليوم حملة مداهمات واعتقالات في المدينة. اندلعت منذ الثالث من كانون الثاني (يناير) الجاري الذي يوافق عودة الطلاب إلى المدارس والجامعات إثر عطلة الشتاء مواجهات بين طلاب مدارس ثانوية وإعدادية في مدينة تالة، أسفرت، حسب شهود عيان، عن إصابة نحو 15 متظاهرا بجراح وحالات اختناق جراء استعمال الشرطة للقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. وتشهد عدة مدن تونسية منذ منتصف كانون الأول (ديسمبر) الماضي احتجاجات اجتماعية وأعمال عنف على خلفية ما يسميه المحتجون "تردي ظروف المعيشة والغلاء وتفشي البطالة والفساد". وأسفرت الاحتجاجات وأعمال العنف التي رافقتها عن مقتل 4 أشخاص اثنان انتحرا واثنان قتلا برصاص قوات الأمن وإصابة العشرات بجراح.