أمام مقر ولاية تونس يصل يوميا مئات من المواطنين الباحثين عن مواطن شغل وسكن وتحسين ظروفهم الاجتماعية قدموا من الساعة الخامسة صباحا متحدين برودة الطقس ليقفوا ساعات طويلة في انتظار أدوارهم. وسعت «الشروق» إلى نقل مطالب هذه الفئة التي بقيت تعاني التهميش والنسيان. فالسيدة عروسية خرّوبي اصطحبت ابنتها التي تعاني من اعاقة جسدية وقد تحدثت عن سبب قدومها بكثير من الألم قائلة: «نعيش داخل العائلة في ظروف قاسية، فإبنتي معوقة تحتاج الى العلاج ولا نحتكم لأي مورد نستطيع به مجابهة مصاريف الأدوية وزوجي لا يشتغل ومطالبين بتوفير مصاريف وأجرة الكراء.. لقد نفد صبرنا عن هذه المعاناة وجئت آمل من والي تونس تمكيني من سكن وتحسين ظروفنا المادية والاجتماعية». وتؤكد السيدة روضة عياري بدورها: «جئت بمطلب لمقر الولاية قصد الحصول على السكن وتخفيف عبء أجرة الكراء فمداخيلنا داخل العائلة محدودة جدّا وأبنائي يعانون من البطالة والفقر المدقع.. وأعتقد أنه في ظلّ ما تحقق من ثورة على النظام السابق من حقنا أن نعيش في كرامة». وتقول السيدة صالحة رحّال التي لم تقدر على اخفاء ألمها وحزنها ومعاناتها: «أبكي كلّ يوم على حالتي وفي بعض الأحيان أندب حظي.. الفقر والخصاصة التهمتني وفي امرتي 7 أطفال أيتام مسؤولة على تربيتهم. جئت أطلب تمكيني من السكن وتحسين ظروفي الاجتماعية وتخليصي من الظروف الصعبة والقاسية».. وبيّنت السيدة هنيّة خرّوبي أنها أتت لمقابلة الوالي للحصول على مسكن. واضافة الى مطلب السكن من بين المواطنين من قدم الى مقرّ الولاية لتحقيق مطالب أخرى مثل الحصول على إعانة مادية أو منح اجتماعية مثل السيدة خديجة المناعي التي قالت: «كل يوم آتي منذ الصباح لمقابلة والي تونس وأبقى ساعات طويلة دون جدوى.. أوضاعي الاجتماعية والنفسية متردّية فزوجي معوق وكذلك ابنتي تشكو من الاعاقة وآمل مساعدتي وتخصيص منحة أو إعانة علّني أستطيع مجابهة مصاريف علاجهما وتوفير أبسط مقوّمات العيش لهما». ولا يقتصر الحضور على الكهول والمتقدّمين في السن فحسب، بل تعدّاه ليشمل الفئات الشابة. فالسيد عماد زيدني أفاد أن مطلبه الشرعي والوحيد تمكينه من شغل قار يساعده على التكفل بمصاريف عائلته وتوفير مقوّمات الحياة الكريمة لها. بدوره أكد الشاب معز ذويوي: «طالت فترة بطالتي وزادت عن حدّها.. لقد توفي أبي وترك أيتاما وأنا مطالب بايجاد مورد رزق لهم. وتكشف السيدة آمال: «أطالب من الهياكل المسؤولة القطع مع سياسة الوعود الزائفة.. لقد مللنا هذه السياسة وجئت لمقابلة الوالي لتمكين زوجي من الشغل ومساعدتي على تجاوز صعوبات الحياة.