في عملية اقتحام غير مسبوقة فوجئت صباح أمس بحضور عدد كبير من المواطنين من بينهم بعض الوجوه المعروفة بنضالاتها السياسية ومواقفها المشرفة أمثال الدكتور منصف المرزوقي وتوفيق بن بريك وعبد الرؤوف العيادي ومحمد النوري مرفوقين بالمسمى سليم بوخذير الذي جاء لاسترداد مكتبه كما ادعى معللا أنه وقع طرده تعسفا بتعليمات شخصية من بن علي وكما كتب ذلك في الأنترنات في مقال مطول زعم فيه «أنه منع بالقوة من إسقاط صورة المجرم بن علي التي مازالت تتصدر الطابق الثالث من دار الأنوار» ولإنارة الرأي العام بحقيقة ما جرى. فإني أوضح ما يلي: دخل المسمى سليم بوخذير صحيفة «الشروق» بتعليمات من المستشار الاعلامي في القصر قبيل القمة العالمية لمجتمع المعلومات التي نظمت بتونس سنة 2005، فقبلناه عن مضض لأنه لا يملك مؤهلات علمية وليس له مستوى ثقافي يذكر علاوة على أن بطاقة تعريفه الوطنية تحمل صفة عامل يومي (انظر الصورة). ورغم كل هذه العوائق فقد مكنته من فرصته كاملة لمدة معقولة لكنه أثبت عدم كفاءته المهنية علاوة على رفضه حضور اجتماعات التحرير وغياباته المتكررة وسلوكه الغريب وعدم تقيده بشروط العمل الجاد. لذلك وقع الاستغناء عنه إثر هذه التجربة الفاشلة بعد بضعة أشهر. في ما يتعلق بالصورة التي «لازالت تتصدرالطابق الثالث» فهي لا تخص الرئيس المخلوع وإنما هي صورة المرحوم صلاح الدين العامري العميد مؤسس الدار أثناء تكريمه في عيد الجمهورية سنة 1997 تتخلل صورا عديدة تمثل ذاكرة المؤسسة وجمعت المرحوم مع عدد من الشخصيات العربية ومنهم حسنين هيكل، أبو اللطف، أبو عمار، ولفيف من السفراء الذين زاروا الدار في مناسبات مختلفة، وكذلك لعدد من الشخصيات الوطنية ومنهم الرئيس بورقيبة والنقابي الحبيب عاشور والسيد أحمد نجيب الشابي والسيدة سهام بن سدرين والحقوقي الصادق بلعيد وغيرهم، فلا توجد ولم توجد صورة لبن علي معلقة في دار الأنوار حتى حين كان في الحكم. أمام الحضور المكثف ببهو الدار وقع الاتفاق على استقبال ثلة من الحاضرين لاستبيان حقيقة الأمر وهو ما تم بحضور مجموعة من مرافقيه يتقدمهم الدكتور المنصف المرزوقي فإذا بالسيد بوخذير يقتحم عنوة مكتب كاتبتي وقاعة الاجتماعات ويجلس إلى جانبي بكل صلف فطلبت منه المغادرة لعدم استئذانه الدخول فامتنع فغادرت قاعة الاجتماعات إلى مكتبي الخاص رفقة الأستاذ محمد النوري والدكتور منصف المرزوقي حيث أطلعتهما على كل تفاصيل التجربة المريرة للمسمى بوخذير في الأثناء وحيث أحس أنه زجّ بمرافقيه في عملية مغلوطة ومفبركة انطلق في تنفيذ مسرحية جديدة اعتمد فيها على المطالبة بضرورة تحطيم الصورة المزعومة للرئيس بن علي، محاولا قدر جهده خلق أجواء من الفوضى والعنف داخل قاعة الاجتماعات وفي بهو الادارة وقد أثار كل ذلك استياء الشخصيات السياسية المرافقة له وامتعاضهم من هذه المغالطة واعتذروا لي عما سبّبه المسمى بوخذير من هرج ومرج. وحين ينادي المدعو سليم بوخذير إلى مناصرته «تصحيحا لمسارات الثورة» فإننا نذكّره أن الثورة تبنى بالعمل الجاد والهادف وتصان بالالتزام وبروح المسؤولية بعيدا عن الغوغائية والمغالطة والسعي إلى الشعب والادعاء بأنه هو من قام بالثورة ضاربا عرض الحائط بدماء الشهداء وفي مقدمتهم محمد البوعزيزي.