أكدت تقارير اخبارية أمس سقوط أكثر من 250 قتيلا في المواجهات التي تشهدها المدن الليبية اضافة الى سقوط أكثر من 1500 جريح معظمهم في مدينة بنغازي، وقد تحدث شهود عيان عن مجزرة حقيقية يرتكبها رجال الأمن ومرتزقة استعان بهم النظام ضد المتظاهرين. وذكرت صحيفة «اندبندنت» البريطانية في عددها الصادر أمس «ان عشرات القتلى الذين سقطوا خلال اعنف اشتباكات بين قوات الامن ومتظاهرين في مدينة بنغازي الواقعة شرقي ليبيا تجاوز ألف شخص بين قتيل وجريح منذ اندلاع الاحتجاجات في السادس عشر من فيفري الجاري والتي تطالب بتغيير النظام. المجزرة والمرتزقة وقالت الصحيفة «ان عدد القتلى في بنغازي ثاني أكبر مدن ليبيا ربما وصل الى 200 شخص، فيما تجاوز عدد المصابين 800»، وفق بعض التقارير. ونقلت قناة «الجزيرة» عن الصحفي سامي محمود في بنغازي قوله ان المئات يشيعون جنازة أكثر من مائة قتيل من امام محكمة بنغازي الابتدائية الى مقبرة الهواري، واضاف ان «المشيعيين يهتفون بشعارات تعبر عن سخطهم وغضبهم مما أقدم النظام على ارتكابه من مجازر بحق المدنيين العزل». واكد شهود عيان يقيمون في بنغازي أن الجيش الليبي يقصف المناطق السكنية في المدينة بالقذائف الصاروخية، وأن هناك مرتزقة يستخدمون الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين. وأشار الشهود إلى «أن هناك 25 جثة لشباب قتلهم مرتزقة ماليون يستخدمون الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين، أمام منزلهم بجوار معسكر الفضيل بوعمر ببنغازي». وفي مدينة البيضا «شرق» اوضحت مصادر ليبية «ان البيضا تشهد أعمال شغب وعنف واسعة النطاق تقودها ميليشيات مسلحة بدأت باقتحام السجون وإخراج نزلائها وانتهت بمحاصرة كتيبة من الجيش تابعة للنجل الأصغر للزعيم الليبي». وقالت المصادر إن «الميليشيات تسيطر على مدينة البيضا وتقتل كل من يقف أمامها حتى لو كان من أنصار النظام»، مضيفة «أن الميليشيات اقتحمت السجون وأخرجت نزلاءها ومارست أعمال عنف بحق السكان وكذلك أعمال سلب ونهب»، مشيرة إلى أن تلك الأعمال بدأت عقب مقتل اثنين من أفراد الميليشيات حاولوا اقتحام مبنى الأمن الداخلي وحرقه. ونقلت صحيفة «الشرق الاوسط» اللندنية عن شهود عيان يقيمون بمدينة البيضا قولهم: «الوضع في المدينة أصبح صعبا، المسلحون ينتشرون في كل مكان، ومن يقاوم أعمال التخريب التي يقومون بها يتعرض هو وعائلته للقتل.. الجثث منتشرة في الشوارع، ومنذ 3 أيام هناك 3 جثث لجنود من الجيش شنقوا ما زالت معلقة في الشارع»، فيما نقلت منظمة العفو الدولية عن مصادر في مستشفى الجلاء ببنغازي أن معظم الضحايا مصابون بطلقات في الرأس والصدر والرقبة. وعلمت صحيفة «الشرق الأوسط» أن أعضاء من مجلس القيادة التاريخية للثورة الليبية طالبوا العقيد القذافي بالتنحي وتسليم السلطة إلى الجيش الليبي بقيادة اللواء أبو بكر يونس حقنا للدماء وتجنب المزيد من أعمال الفوضى والعنف الدموي، كما ترددت أمس الأول معلومات عن تقديم المستشار مصطفى عبد الجليل وزير العدل الليبي استقالته من منصبه احتجاجا على إعطاء الأوامر لضرب المتظاهرين بالرصاص الحي. اعتقال مواطنين عرب؟ وانتقل الانقسام على ما يبدو إلى داخل الجيش الليبي، حيث قال مصدر ليبي إن كلا من اللواء عبد الفتاح يونس والعميد سليمان محمود وثمانية ضباط آخرين أعلنوا أنهم سيتجهون إلى مدينة بنغازي على رأس قوات خاصة لحمايتها وللقضاء على المرتزقة الأفارقة. ووردت معلومات عن استسلام عناصر من قوات الجيش والأمن الموالية للقذافي في عدة مدن ليبية، خاصة في الشرق، وانضموا إلى المتظاهرين في مشهد يدلل على قرب سقوط النظام. وبدأت سفارات غربية وعربية في طرابلس في الاتصال برعاياها تمهيدا لنقلهم إلى الخارج مع تفاقم الأوضاع، كما شرعت بعثات ديبلوماسية عديدة في ترحيل موظفيها بعد تواتر المعلومات عن قيام بعض عائلات كبار المسؤولين الليبيين بالهرب إلى خارج البلاد، بالإضافة إلى عمليات تحويل مشبوهة لأموال من مصارف ليبية باتجاه مصارف في دول الاتحاد الأوروبي. وقال شهود عيان إن آلاف المتظاهرين في شوارع مدينتي مصراتة والزاوية خرجوا في مظاهرات حاشدة وأحرقوا بعض مقار لحركة اللجان الثورية والشرطة ورددوا هتافات مناوئة للعقيد القذافي وداعمة لتمرد الشرق. وقال مسؤول حكومي ليبي إن القذافي أمر بتجهيز حملة عسكرية بقيادة أبرز مساعديه للانقضاض على المنطقة الشرقية وفض تمردها بالقوة المسلحة، لكن سكانا في مدينة بنغازي التي باتت معزولة عن العالم بعد قطع خطوط الإنترنت والكهرباء، قالوا في المقابل إنهم مستعدون لأسوإ الاحتمالات. وعلى صعيد متصل نقلت صحيفة «الشرق الاوسط» عن مصادر تنتمي لعائلة القذافي تأكيدها «أن القذافي أكد انه لن يهرب خارج بلاده لا هو ولا عائلته وقال «كلنا مصرون على الموت على أرض ليبيا». ومن جهة اخرى، اعلنت السلطات الليبية اعتقال شبكة من المواطنين العرب بتهمة السعي الى زعزعة استقرار البلاد. ونقلت وكالة «جانا» الليبية عن السلطات الليبية قولها: «ان الشبكة ضمت عشرات المواطنين العرب الذين كانوا يشعلون الاحتجاجات ضد نظام الحكم في البلاد». وقالت مصادر على صلة بالتحقيق بموضوع «الشبكة» «إن مجموعة المعتقلين تضم تونسيين ومصريين وسودانيين وفلسطينيين وسوريين وأتراك». وقد وجهت إلى المعتقلين تهم «النهب والسلب والتخريب بما في ذلك إحراق المستشفيات والمصارف والمحاكم ومقار الشرطة العسكرية، والمباني العامة والخاصة».