وقعت اشتباكات عنيفة وإطلاق نار كثيف في عدة أحياء بالعاصمة الليبية طرابلس بعد خطاب معمر القذافي الذي توعد فيه المتظاهرين ب «ردّ ساحق» وذلك في وقت أكد جنود ليبيون انضمّوا الى الثورة الشعبية ان المناطق الشرقية أعلنت «استقلالها» عن حكم القذافي وأن الجيش والشعب أصبحا يدا واحدة نصوصا مع رفض البحرية الليبية المشاركة في جرائم الإبادة بحق الشعب. فقد أندلعت اشتباكات في حي بن عاشور بطرابلس كما وقع اطلاق نار كثيف في شارع الجمهورية وسط العاصمة. وأكد شاهد عيان اطلاق رصاص من المدافع الرشاشة في حيّي الأندلس والدريبي من قبل من وصفهم بالكتائب الأمنية واللجان الثورية الذين جابوا المنطقة بالسيارات في حين اختفى المتظاهرون داخل الأزقة. مجازر ليلية وقال الاعلامي الليبي المقيم في الخارج محمود شمام لقناة «الجزيرة» انه وفقا لمعلومات مؤكدة وصلته فإن القذافي أحرق الجثث التي كانت ملقاة في شوارع طرابلس وبدأ أنصاره حملة تنظيف لمحو آثار القصف وما ارتكبته الميليشيات الأمنية والمرتزقة بحق المتظاهرين. وردّا على ما يحدث في طرابلس قال نشطاء وشهود في مدينتي بنغازي والبيضاء شرق ليبيا إن أعدادا من المتظاهرين تحرّكت الى العاصمة الليبية لدعم أهلها لإسقاط القذافي. ونقلت قناة «الجزيرة» عن مصادر متطابقة قولها ان العاصمة الليبية تخضع لحصار أمني محكم من قبل ميليشيات أمنية ومرتزقة أجانب موالين لنظام معمر القذافي لمنع وصول محتجين من مدن أخرى تحرّكوا لدعم المتظاهرين في طرابلس المطالبين بإسقاط القذافي. ووصف شاهد عيان من طرابلس الوضع في المدينة بالمخيف في ظل محاصرة الميليشيات للعاصمة. وفي شرقي البلاد أكدت مصادر صحفية متطابقة ان الثوار يديرون إذاعات بنغازي والبيضاء ودرنة وأجدابيا ويبثون منها بيانات مؤيدة للثورة وأغاني وطنية وتوجيهات لحماية المؤسسات العامة والحفاظ على النظام العام. والى جانب مدينة بنغازي أصبح المحتجون يسيطرون على مدن أخرى مثل طبرق ومصراتة وترهونة والزاوية وزوارة القريبة من العاصمة الليبية. وفي طبرق دمّر المحتجون قطعا من نصب تذكاري أخضر، وهي ما تبقى مما قالوا انه نصب «الكتاب الأخضر». وحرق بعض المحتجين نُسخا من الكتاب الذي نشر أول مرة عام 1975. رفض أوامر في الأثناء وصلت سفينتان حربيتان ليبيتان أمس الى جزيرة مالطا بعد ان رفض جنود البحرية الانصياع لأوامر القذافي بقصف مدينة بنغازي. وأشار مراسلون اخباريون الى أن الحكومة المالطية تشعر بحرج شديد ولذلك تتكتّم على الأمر الى درجة انها لم تكشف عن اية معلومات بشأن الطائرتين الحربيتين اللتين سبق أن حطّتا في مطار مالطا بعد أن رفض الطياران أوامر بقصف المحتجين. وأفاد نشطاء وصحفيون في غضون ذلك بأن عدة مدن في ليبيا تشهد حالة من الهدوء التام بعد «دحر العناصر المسلّحة المأجورة من اللجان الثورية التابعة للنظام الليبي». وأكد شاهد من مدينة مصراتة أن المدينة تشهد حالة من الهدوء بعد ان تعرّضت لقصف عنيف بالدبابات والرشاشات والأسلحة الثقيلة.