قال السيد توفيق سلماني منسّق لجنة قدماء مساجين الاتحاد العام لطلبة تونس المحرومين من العمل، إن قضيتهم مازالت قائمة، اذ عانوا الحرمان في عهد بن علي ومازالوا يعانون نفس الحرمان حتى بعد الثورة. وأضاف السيد السلماني انهم متحصلون على الاستاذية وعلى شهائد بعد الاستاذية منذ أكثر من 12 سنة، وكان نظام بن علي يقصيهم من العمل بسبب نشاطهم النقابي صلب المنظمة الوطنية، الاتحاد العام لطلبة تونس، وهي منظمة أكبر حتى من الدولة، اذ تأسست سنة 1952. لجنة قدماء مساجين الاتحاد العام لطلبة تونس تتضمن مساجين قضوا سنوات من العقاب أيام كان بن علي يقود حملة اعتقالات ضد مناضلي اتحاد الطلبة وكانت بعض الرموز والشخصيات تقف الى جانبه ولم تندد حتى بجرائمه وجرائم أجهزته ضد الطلبة. وهؤلاء المساجين ناضلوا من اجل حق الطلبة في جامعة شعبية وفي تعليم ديمقراطي، وقد عبّروا عن رفضهم لبرنامج اصلاح التعليم الذي كان يقصي العديد من أبناء الشعب، فتصدّت له الآلة البوليسية القمعية وزجت بهم في السجن لسنوات، ومورس عليهم التعذيب بشتى أصنافه القاسية داخل السجون ومن قبل اشخاص مازالوا الى حد الآن يصولون ويجولون دون محاسبة. هؤلاء المساجين الذين ضحّوا من اجل هذه البلاد، تمكنوا تحديا من الحصول على شهائدهم الجامعية، وحاولوا العمل بالتدريس وفقا لاختصاصاتهم الا انه كان يتم اقصاؤهم وفرزهم سياسيا وأمنيا حتى من كان ينجح بتفوّق في مناظرة الكاباس كتابيا، كان الرقيب يقوم بتصفيته في الشفاهي. هؤلاء دخلوا معترك الحياة تحت الحصار والقمع واشتغلوا في مهن وأعمال في كثير من الاحيان كانت شاقة رغم شهائدهم العلمية العالية، ومنهم من تزوّج وأصبح رب عائلة وأب لإطفال، ومع ذلك كان حصارهم متواصلا على مدى أكثر من 12 سنة. ساهموا في الثورة بكل جهدهم وانتصر الشعب التونسي على الدكتاتور. حاول هؤلاء المساجين السابقين الاتصال بالمسؤولين والمعنيين في الحكومة المؤقتة الا ان نفس الاسلوب ونفس الابواب المغلقة مازالت موصدة في وجوههم، حاولوا أكثر من مرة لقاء وزير التربية لكن يبدو انه اختار الصمت، اذ لم يجبهم، راسلوه طلبا للقاء لكن لا فائدة، توجهوا الى اتحاد الشغل الذي وجه رسالة الى الحكومة، كما أفادنا بذلك السيد توفيق السلماني، ولكن الى حد الآن مازالت الحالة على ما هي عليه. قدماء مساجين اتحاد الطلبة مازالوا يعانون نفس المعاناة مازالوا يرزحون تحت يد القمع وماكينة التهميش، وهم يطالبون وزارة التربية والجهات المعنية التدخل بشكل فوري لإيجاد حلّ لقضيتهم.