في سابقة من نوعها، وفي ضربة أمنية قوية ، نجح أعوان أمن إقليمصفاقس ظهر يوم أمس في القبض على مجرمين استوليا في حدود الساعة الثامنة من نفس اليوم على سيارة من مدينة المهدية واختطفا 3 أطفال كانوا على متنها..أحد المجرمين رهن الإيقاف والثاني متحصن بالفرار والتفاصيل المثيرة لهذه الواقعة ترويها هذه السطور.. الواقعة تنطلق بخروج صاحب السيارة وهي من نوع 407 من منزله صباحا في اتجاه الفضاءات المدرسية التي تؤم أبناءه ..الأب كان مرفوقا بطفلين توأمين وأخ ثالث لهما.. لسبب أوآخر نزل من السيارة، وقبل أن يلتفت إلى الوراء لاحظ أن وسيلة نقله تشق الطرقات بسرعة فائقة .. اختطاف وسرقة لم يصدق المشهد ، لكنه لم يتردد في إيقاف سيارة تاكسي لمتابعة سيارته وخاصة أبنائه الثلاثة ..، كان الأب المرعوب يطارد بعينيه رفقة صاحب التاكسي سيارته المسرعة، ويتصل هاتفيا لإعلام الجهات الأمنية بالواقعة التي كادت تقضي على حياته بالكامل.. المعلومة وبين كل وحدات الشرطة والحرس والجيش انتشرت بسرعة فائقة، وبلغت أعوان إقليمصفاقس الذين اتخذوا كل الإجراءات اللازمة عل الخاطفين يتحولون إلى صفاقس.. في تلك اللحظات أوالساعات العصيبة كان الأب يتصل من حين إلى آخر بأعوان الأمن ليعلمهم عن وجهة سيارته التي فهم انها في اتجاه معتمدية جبنيانة من ولاية صفاقس باعتبار ان المنطقة تقع بين الولايتين صفاقس والمهدية.. من جبنيانة، جاءت مكالمة من مواطن مجهول دفعته وطنيته الصادقة للإعلام عن وجود سيارة تمر فعلا من المنطقة بسرعة جنونية ..تجندت كل قوات الأمن للبحث عن السيارة المختطفة لكنها غابت عن الأنظار لتظهر بطريق سيدي منصور بصفاقس وهوالطريق الذي يراقبه أعوان الأمن بصفاقس بعين بصيرة بعد أن فهموا ان الطريق قد يعتمده الجناة في فرارهم من أعوان الأمن .. فعلا ظهرت السيارة ال407 وهوما أكدته كذلك مواطن متطوع أعلم الجهات الأمنية بسيارة تسير بسرعة جنونية وهو الذي كان علم بالموضوع من خلال بعض البلاغات الإذاعية التي تطرقت للموضوع.. وانطلقت المطاردة التي تجند لها كل أعوان أمن إقليمصفاقس بوحداتهم وفرقهم والذين يستحقون فعلا تحية إكبار وتقدير كبيرين على مجهوداتهم الواضحة في الاستقرار الأمني بولاية صفاقس رغم الظروف الصعبة.. المطاردة لم تدم طويلا، إذ اضطر الخاطف إلى الاتجاه إلى طريق قرمدةبصفاقس معتمدا على الأزقة والأنهج الملتوية، لكن كل محاولاته باءت بالفشل الذريع، إذ ألقي عليه القبض ونزل كالفأر من السيارة رافعا يديه عاليا ومتوسلا للأعوان بل وباكيا لهم..نعم بكى من فرط الخوف والذعر وهوالذي كان يخلق الذعر والخوف في نفوس الأبرياء منذ لحظات فقط.. 5 ساعات فقط الجهات الأمنية قبضت عليه، وقد أدلى الخاطف باعترافاته الأولى التي أكد فيها انه لما شعر بخطورة جرمه، انزل الأطفال الثلاثة في مرحلة أولى بتخوم ولاية المهدية، ثم أنزل صديقه في مرحلة ثانية ليتابع له الأمر عن بعد ويهاتفه ويوجهه.. هو الآن ولحظة صياغة الخبر – الساعة الواحدة من بعد زوال يوم أمس – على ذمة التحقيقات التي كشفت انه من ذوي السوبق العدلية وان شريكه فار من السجن من أجل عقوبة بدنية مدتها 20 عاما .. الجهات الأمنية بصفاقس، اتصلت بوالد الأطفال بعد 5 ساعات من الشرارة الأولى للحادثة لكنه لم يصدق بالمرة نجاح أمن إقليمصفاقس في القبض على المجرمين في وقت قياسي لم يدم أكثر من 5 ساعات .. الموضوع سنعود إليه بأكثر تعمق في عدد لاحق إن توفرت معلومات إضافية حول هذه الحادثة الغريبة..