في العهد البائد لم تكن المسؤولية في النوادي تمنح حسب مقاييس الجدارة والكفاءة بل حسب مقاييس الولاء والتفاني في خدمة النظام والدعاية لمآثره ورواد الملاعب والمغرمين بمختلف الانشطة الرياضية يتذكرون لافتات التمجيد التي لو قيست لكانت النتيجة كيلومترات من القماش الابيض لتنصيع نظام أسود. المشاركون في الجلسات العامة أو في اجتماعات هيئات النوادي يتذكرون أيضا برقيات الولاء والمناشدة التي لو كانت تتجاوز بعدها الرمزي الى الحقيقي منه لعجزت إدارة البريد على القيام بمهمة أخرى غير ارسال البرقيات وهذه صورة أخرى من صور الفساد في القطاع الرياضي لان اللافتات والبرقيات هي غطاء ترتكب جرائم في صف الشباب والرياضيين تبدأ بمصادرة حقهم في اختيار المسؤولين عنهم وتنتهي بتجاوزات مالية تزيد الفني غنى وتعمق فقر الفقير. الديمقراطية شاملة أو لا تكون لأن رئيس البلاد سابقا يعتلي كرسي الحكم رغم أنف الشعب وبعد استشارة صورية له ومهزلة انتخابية فإن المسؤولين على النوادي يتم فرضهم فرضا على الاحباء في جلسات انتخابية يتسابق فيها المترشح لرئاسة أي ناد مع ظله فقط حيث يتم إفراغ حلبة السباق من المتسابقين الآخرين الذين لم يخرجوا من عباءة الحزب الحاكم ولم ينالوا رضاه فيتساقط الواحد منهم تلو الآخر الى أن يبقى في السباق المزعوم إلا من ارتضاه التجمع الدستوري الديمقراطي ومسؤولي الدولة. الثابت والاكيد أن تونس دخلت مرحلة جديدة في تاريخها السياسي قوامها الديمقراطية بكل تجلياتها رغم السعي الدؤوب لقوى الجذب الى الوراء كحرمان الشعب من هذه النعمة وبما أن الديمقراطية شاملة أو لا تكون فإنها ستفرض سلطانها على المشهد الرياضي ليتم اختيار رؤساء النوادي في انتخابات شفافة الرأي فيها أولا وأخيرا لصناديق الاقتراع. أسماء عديدة مستفيدة المحك الاول لتجربة الديمقراطية في انتخابات النوادي كانت الجلسة العامة للنادي الافريقي التي جرت يوم 25 فيفري الجاري والتي ترشح لها عديد الاسماء التي استفادت من الطور الجديد الذي دخلته بلادنا فالعتروس الفائز بالانتخابات الاخيرة كان قاب قوسين أو أدنى من رئاسة الافريقي في الصائفة الماضية لو لم يتدخل «عرّاب الطرابلسية» بلحسن الطرابلسي ليزيحه في آخر لحظة. انتخابات الافريقي لم يرفع أي فيتو في وجه المترشحين اليها وعوّل الجميع فيها على صناديق الاقتراع وسمعتهم لدى الجمهور وليس لدى أي طرف آخر. عودة مرتقبة لأسماء كبيرة عدة أسماء انسحبت من نواديها رغم دسامة ما قدمته وإن تم اختيارها لرئاستها بناء على المقاييس القديمة إلا أنها تملك الكفاءة والخبرة وقد يشجعها على العودة ما توفر من أجواء مساعدة على العمل دون وصاية ودون رهن المساعدات المالية بمدى الولاء مثل عثمان جنيح في النجم الساحلي وعبد العزيز عبد الله في النادي الصفاقسي وعلي بالاخوة في النادي البنزرتي والدكتور سيف الدين المرغني في شبيبة القيروان والاستاذ منير حمدي في الاولمبي الباجي للاشارة هذان الاخيران تم ترشيحهما مرارا وتكرارا في السابق لكن في آخر لحظة يتم منعهما من المشاركة الفعلية.