لم يهنأ لهما بال ولم يطمئنا إلا حين دخلت الطائرة التي تقلهما صحبة عدد آخر من التونسيين المجال الجوي التونسي بعد ظهر الاثنين حاتم القطوفي المدرب المساعد في نادي السويحلي الليبي وسفيان هلال مسعف بالفريق اتصلت بهما الشروق بعد عودتهما لمعرفة تفاصيل الأيام الأخيرة في ليبيا. حاتم القطوفي عدنا لكن قلوبنا مع الليبيين بقيت مع تطور الأوضاع نحو الأسوإ وتناقل وكالات الأنباء لأخبار مفزعة عما يجري في ليبيا قررت عديد العائلات التونسية العودة الى تونس في أقرب وقت غير أن رحلة الهروب من الجحيم لم تكن بالسهولة التي تصورها البعض حيث علق الجميع بين الألم والأمل ألم لما يحدث وأمل ضئيل في النجاة حاتم القطوفي اصطحب عائلته وتوجه نحو مطار مصراطة بحثا عن رحلة تنجيهم مما يدور حولهم غير أن الأجواء كانت مغلقة هذا ماقاله:« كنا حوالي 70 تونسيا في مطار مصراطة بقينا ننتظر لساعات طويلة ثم وجهنا نداء استغاثة على أمواج اذاعة أكثر من مرة وهذا مالفت الانتباه الينا وبعد تدخل القنصلية تم وضع حافلات على ذمتنا نقلتنا الى طرابلس أين قضينا ليلتنا ومن الغد عدنا الى أرض الوطن لكن تركنا قلوبنا في ليبيا خوفا وحزنا على أناس عاشرناهم معاشرة حسنة هم شعب طيب يحترم التوانسة ونسأل الله أن ينجيهم وينصرهم مثلما نصرنا ونصر الشعب المصري صراحة ليبيا تعز على كل عربي مسلم. سفيان هلال : الجثث في كل مكان سفيان رغم وصوله الى أرض الوطن واطمئنان عائلته عليه الا أنه مازال مصدوما لما رأى وعاش قبل مغادرة ليبيا:« فظيع ولا يوصف ولا يمكن تخيله ما حصل لاخواننا في ليبيا فوضى عارمة بكل ما تحمل الكلمة من معاني جثث في كل مكان ومصابون بالجملة صوت الرصاص لا ينقطع وأزيز الطائرات يصم الأذان هو فيلم رعب بأتم معنى الكلمة الحمد لله أن نجانا لكننا نألم لما يحصل على أرض ليبيا والتحريض على الشعب الأعزل وعلى التونسيين والمصريين من خلال ترويج ارساليات على شبكة المدار الليبية تحرض علينا وتتهمنا بزرع الفتنة وترويج أقراص الهلوسة وهذا كذب وافتراء من عصابة قتلت شعبها.»