بالتوازي مع مواصلة الآلاف الإعتصام في القصبة للمطالبة بإسقاط الحكومة تجمع آلاف المواطنين الآخرين بعد ظهر أمس أمام منزل الوزير الأول المستقيل محمد الغنوشي بالمنزه الخامس مرددين شعارات تطالب بعودته لرئاسة الحكومة في الوقت الذي كان فيه الوزير الأول السابق داخل المنزل. وكان حوالي 5 آلاف شخص قد تجمعوا مساء أول أمس أمام منزل الغنوشي مباشرة بعد إعلانه الاستقالة من الحكومة وتوجهوا له بالمطالب نفسها غير أنه رد عليهم بكلمة مقتضبة من شرفة منزله قائلا إن قراره لارجعة فيه ودعاهم لحماية الثورة وحماية تونس والعودة إلى العمل حتى لاتتوقف المصالح الحيوية للبلاد. وأمام إصرار كثيرين على عودته إلى الوزارة الأولى توجهوا مجددا إلى أمام منزله بعد ظهر أمس ورفعوا الشعارات نفسها. ورفع المتجمعون المتكونون من شبان وكهول ونساء ومن فئات اجتماعية مختلفة شعارات عديدة مثل «لا لدكتاتورية الشارع» و«لنعمل» و«عد إلى موقعك يا غنوشي» و«الشعب يريد محمد الغنوشي».. وقالوا في تصريحات للإعلاميين إنه من غير المعقول أن يجبر الغنوشي على الاستقالة والبلد يعيش مثل هذه الظروف الصعبة. واعتبروا أن الرجل تحمل المسؤولية كاملة منذ 14 جانفي إلى الآن رغم الظروف الصعبة والضغوطات التي عاشها من مختلف الأطراف. كما انه فضلا عن ذلك يتميز على حد قولهم بالحنكة السياسية والاقتصادية وملم بمختلف الملفات الحساسة إضافة إلى «نظافة يديه» وعدم تورطه في قضايا فساد مالي على حد ما ذكره أحد المشاركين في هذه الوقفة. وتجدر الإشارة إلى أن هؤلاء المجتمعين تحولوا من أمام منزل الغنوشي بالمنزه الخامس إلى قبة المنزه بعد أن اتفقوا على أن تكون وقفتهم أكبر وأكثر تنظيما وتستقطب أكثر عدد من المشاركين.وقد شهدت الطريق الواقعة أمام قبة المنزه بداية من الساعة الثالثة حالة من الاكتظاظ المروري تواصل لوقت طويل وانظم إلى المجموعة مئات الأشخاص الآخرين. ويأتي كل هذا بعد أن استقال السيد محمد الغنوشي من منصبه وتعيين السيد الباجي قائد السبسي رئيسا للحكومة وفي الوقت الذي استقال فيه السيد عفيف شلبي وزير الصناعة من منصبه.