لندن طرابلسواشنطن (وكالات) : توعد الثوار الليبيون أمس بالسيطرة على العاصمة طرابلس بالقوة ما لم تحرر نفسها من قبضة العقيد معمر القذافي وسط أنباء عن استعداد «القوات النظامية» لشن هجوم مضاد على مدينة «الزاوية» 50 كيلومترا عن العاصمة عقب تمكن المنتفضين من صدّ هجوم برّي وجوّي لكتائب القذافي على «مصراتة». فيما لوحت واشنطنولندن بالتدخل العسكري في ليبيا. وأعلن مصطفى عبد الجليل وزير العدل الليبي المستقيل ورئيس المجلس الوطني المؤقت في مدينة بنغازي أمس إن طرابلس تقاتل ضد القمع الآن وحين تسقط يسقط معها النظام. واعتبر عبد الجليل ان الدعم حول القذافي في انهيار. نفي... ورفض ونفى في مقابلة مع فضائية «العربية» ما قالته وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بإجرائها مشاورات مع معارضي نظام القذافي. وقال : لم أسمع بذلك.. ولن نرضى بأي تدخل أجنبي واي جندي سيلقى نارا أشد وطأة من النيران التي وجدها جنود ومرتزقة القذافي. وأضاف ان المجلس الوطني الانتقالي لم تتحدد معالمه بعد الى حين سقوط باقي المدن الغربية في يد الثوار. وفي مقابل وعيد عبد الجليل، توعد نجل القذافي، سيف الاسلام المتظاهرين بالضرب على أيديهم بقوة. ودعا سيف الاسلام، من على ظهر آلية عسكرية وماسكا سلاحا آليا في يده، الكتائب الامنية الى اظهار قوتهم والوقوف في وجه المحتجين. وقال: الليلة سنريهم، هؤلاء الخارجين عن القانون من تكوين الشرطة الليبية. محاصرة الزاوية وفي هذه الاثناء أكدت مصادر قريبة من الثوار ان نحو 2000 عنصر من كتائب القذافي تحاصر الزاوية استعدادا لشن هجوم مضاد عليها يمكنها من استرداد السيطرة الأمنية على المدينة. وأضافت أن وحدات القذافي «تقف على بُعد 7 كيلومترات من المدينة». وأشارت الى أن نحو 2000 جندي منشق عن «نظام العقيد» عبّروا عن استعدادهم لصد الهجوم. وحذرت أنه في حال إقدام هذه الوحدات على اقتحام المدينة فإن ذلك سيؤدي الى وقوع إبادة جماعية، مضيفة ان الأهالي متعاطفون مع الثوار ومستعدون للدفاع عن «الزاوية». وفي تطورات ميدانية أخرى، تحدّث شهود عيان عن قوات نظامية تنقل جوا من «سبها» الى طرابلس وعن حشد وحدات عسكرية لإيقاف تقدم المتظاهرين الى مدينة «مصراتة» التي توجهت اليها أيضا برّا من سرت وحدات أخرى. وأضافوا أن بعض طلبة الكلية الجوية في مصراتة تعرضوا للاختطاف من قبل قوات القذافي، مرجحين ان يبدأ النظام في المقايضة بهم. وأردفوا أن الثوار تمكنوا صباح أمس من صدّ هجوم على «مصراتة» وإسقاط طائرة عسكرية. ونقلت وكالة «رويترز» عن شهود عيان قولهم إن الطائرة أسقطت حين سعيها الى قصف «اذاعة محلية» وان الثوار احتجزوا 5 من طاقمها. وأضافوا ان القتال للسيطرة على قاعدة عسكرية قرب المدينة بدأ الليلة قبل الماضية ولا يزال مستمرا. وتظاهر المئات أمس في العاصمة طرابلس تنديدا بالقذافي. كما استهدفت غارات جوية للقوات الموالية للقذافي مخازن ذخيرة في المناطق التي يسيطر عليها الثوار. تحرك وتلويح وفي ذات الاطار، تحركت القطع الأمريكية البحرية في البحر الابيض المتوسط تجاه السواحل الليبية. وأكدت واشنطن ان قواتها البحرية والجوية تعيد الانتشار في محيط ليبيا بهدف الاحتفاظ بمرونة الحركة لتنفيذ أي من الخيارات. قال الكولونيل ديفيد لابان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون»: لدينا مخططون يعملون ولدينا خطط طوارئ مختلفة للتعامل مع الملف الليبي». كما اعتبر المتحدّث باسم البيت الأبيض غاي كارني أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة بالنسبة لليبيا. من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن كافة الاجراءات ينبغي اتخاذها وأخذها في الاعتبار لدفع العقيد معمر القذافي إلى الرحيل. وأضاف: نحن لا نستبعد بأي حال استخدام الموارد العسكرية ولا ينبغي التهاون مع هذا النظام الذي يستخدم القوة العسكرية ضد شعبه. بدوره أشار رئيس الؤزراء الفرنسي فرنسوا فيون إلى أن الخيار العسكري متاح مع ليبيا،