أكد الأستاذ عبد القادر غوقة، الوزير الليبي السابق في لقاء مع «الشروق» ببيروت ان نظام القذافي فقد شرعيته الكاملة وبات في عزلة بعد ان تخلى عنه الجميع بسبب حرب الإبادة التي شنّها على الشعب الليبي. الأستاذ عبد القادر غوقة الذي يتولى ايضا الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي والذي اشتغل في عدة مناصب ومهام قيادية في ليبيا في السابق شدّد كذلك على رفضه المطلق تسليم القذافي للمحاكمة قبل محاكمة بوش وبلير وإيهود باراك كما هدّد بقتال أي قوات أجنبية تدخل الى ليبيا.. وفي ما يلي هذا الحوار: ٭ بداية، كيف تقيم الوضع بعد مرور نحو أسبوعين على انفجار الثورة الليبية... وما توصيفكم لما جرى؟ الآن كل المدن في الجماهيرية خرجت تقريبا عن سيطرة العقيد القذافي ونتجه الآن الى تشكيل لجان إدارة في هذه المدن وسيصدر بيان لها وسيكون الهم الأول استكمال تحرير العاصمة طرابلس من الطغمة العسكرية الحاكمة.. الآن نظام القذافي فقد شرعيته الكاملة وسحب من تحته البساط تماما وبات في عزلة شبه كاملة من قبل المتظاهرين المطالبين بالإصلاح وبالتالي فإن نظام القذافي على وشك السقوط النهائي بعد ان تخلى عنه الجميع من القادة العسكريين ووزراء ومسؤولين وسفراء وحتى إبنه سيف العرب تبرأ منه وانضم الى الثوار.. اليوم لم يبق للقذافي سوى المرتزقة الأجانب الذين استنجد بهم لإبادة الشعب الليبي وللانتقام منه بشتى أنواع الأسلحة وبالطائرات والدبابات وشنّ عليه حربا شعواء ومدمّرة. ٭ ماذا عن حقيقة الأوضاع على الأرض... وما هي حقيقة عدد الضحايا في صفوف الشعب الليبي الى حدّ الآن؟ عدد القتلى مرتفع جدّا والثمن الذي دفعه الشعب الليبي من دمه الى الآن يرتقي الى جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية هناك أرقام تتحدث عن سقوط ثلاثة آلاف لكن أؤكد ان عدد الضحايا هو أكبر من ذلك بكثير بل إنني أؤكد ان هناك عشرات الآلاف الذين سقطوا بين قتلى وجرحى... الوضع الميداني مازال متفجرا مازال القذافي يواصل حربه الدموية على الشعب الليبي وكل يوم يسقط عدد جديد من الليبيين برصاص وإجرام بعض المرتزقة من الداخل والخارج.. إنهم يبيدون الشعب الليبي ثم يهرّبون الشهداء من المستشفيات لإخفاء جريمتهم النكراء حتى لا يفتضح أمرهم... لقد دخلوا عددا من المستشفيات وهرّبوا مئات الشهداء ثم خرجوا ليتهموا الفضائيات العربية بالتحامل على ليبيا وبالمبالغة في عدد الضحايا... فهل بعد هذه المسرحية مسرحية... الآن اللجنة المسؤولة في بنغازي هي التي تستطيع ان تحدد العدد الحقيقي لعدد الضحايا لكن ما هو مؤكد ان الطغمة العسكرية المجرمة التي لا تزال تتحكم في طرابلس ارتكبت مجازر مقرفة بحق الشعب الليبي.. ٭ كيف تقبلتم قرار مجلس الأمن إحالة معمر القذافي الى المحاكمة وتهديده بالتدخل العسكري في ليبيا تحت البند السابع؟ نحن يمكننا ان نقبل ذلك فقط لو قدّم مجلس الأمن المجرمين بوش وبلير وإيهود باراك الى المحاكمة لأنهم قتلة وكلهم أجرموا بحق الشعوب العربية أما ان تنفرد ما تسمى بالشرعية الدولية فقط بالعرب فهذا غير مقبول بالنسبة الينا وكل من ينضمّ الى هذه الجوقة الدولية المجرمة فهو في رأينا لا ينتمي الى الثورة والثوار منه براء.. نعم نحن نقف صفّا واحدا اليوم نقاتل وسنقاتل حتى النهاية من أ جل إسقاط نظام العقيد لكننا في نفس الوقت لا نقبل اي تدخل دولي الآن لأن ما تسمى بالمحكمة الدولية تكيل بمكيالين ومسيسة ولا تضمر للشعوب العربية سوى الشرّ... بل إنني أؤكد اننا سنقاتل اي قوات أجنبية تحاول الدخول الى ليبيا بداعي حماية الشعب الليبي من جرائم القذافي. إن هذا القرار يجافي الواقع وإذا أرادوا ان يقدّموا ظالما الى المحكمة فليتفضلوا بتقديم المجرمين الأمريكان والصهاينة الذين ذبحوا الشعب العراقي والشعب الفلسطيني. ٭ هناك مخططات تحدّث عنها البعض باحتمال ان يعمل الغرب على تقسيم ليبيا، كيف تنظرون الى ذلك؟ هذا وهْم يسوقه البعض من أعداء الشعب الليبي... لا يوجد أي مخطط بهذا الشأن وليبيا ليس لها طوائف وكلنا مسلمون ولا خوف على الشعب الليبي من الوقوع في هذا المخطط الدنيء. ٭ لكن ليبيا بها عديد القبائل وبالتالي الخوف هنا من اللعب غربيا على هذا «الوتر» لتقسيم ليبيا... فكيف تنظر الى هذه المسألة؟ كما قلت، من الوهم أن يفكّر اي إنسان في تقسيم ليبيا الى جهويات وقبائل... هذا المخطط قد يكون الغرب وخاصة الأمريكان يعملون فعلا على تنفيذه في ليبيا في إطار إعادة تشكيل خريطة المنطقة لكنه في الحقيقة مستحيل لأن الشعب الليبي اليوم موحّد أكثر من أي وقت مضى وهو وضع انتماءاته القبلية جانبا والتحم بشيبه وشبابه لخوض معركة الإطاحة بالقذافي.. ٭ في حال نجاحكم في تحقيق هذا الهدف وإسقاط نظام العقيد كيف ستتعاطون مع مرحلة ما بعد القذافي... هل حضّرتم خطة ما في هذا الاتجاه؟ نحن بدأنا منذ أيام في إعداد خطة لهذه المرحلة لأننا واثقون من سقوط القذافي وقد أعددنا مجموعة لجان لتسيير شؤون البلاد.. كما شكلنا مجلسا وطنيا مؤقتا.. ٭ ما موقفكم مما أعلنه وزير العدل الليبي المستقيل من أن هناك خطة لإدارة المرحلة الانتقالية لمدة ثلاثة أشهر ومن ثم التوجه الى الانتخابات؟ هذه مبادرة شخصية لا تعنينا وليس لي دراية كبيرة بها لكن ما أقوله إن هناك تنسيق بين مختلف الثوار لطريقة إدارة المرحلة المقبلة... وسيتم كما قلت إصدار بيان في هذا الشأن من طرف اللجان التي تم تشكيلها. ٭ من مبعوثنا الخاص: النوري الصل