تواصلت أمس الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها مدينة صحار من سلطنة عمان لليوم الثالث على التوالي، وسط أنباء عن ارتفاع عدد ضحايا الاشتباكات بين المتظاهرين والشرطة الى ستة قتلى. وأغلق مئات المحتجين العمانيين أمس الطريق المؤدية الى المنطقة الصناعية في مدينة صحار الساحلية التي يوجد بها ميناء ومصفاة ومصنع أليمينيوم. وفي الميدان الرئيسي للمدينة اجتمع مئات آخرون للتعبير عن غضبهم من إقدام عناصر الشرطة مساء أول أمس على فتح نيران أسلحتهم على المتظاهرين العزل الذين كانوا يطالبون بإصلاحات سياسية ووظائف وتحسين الاجور. وأضرم المحتجون النار في مركز للشرطة واثنين من المكاتب التابعة للدولة. وقال طبيب بقسم الطوارئ في المستشفى الحكومي بالمدينة «استقبلنا ست حالات وفاة على إثر الاحتجاجات في صحار». وقال شهود عيان إن الشرطة أطلقت رصاصات مطاطية لكن آخرين أكدوا أنها استخدمت الذخيرة الحية. في الاثناء أكد شهود عيان أمس أن النيران مازالت مشتعلة في فضاء تجاري تم حرقه بعد تعرضه لعملية نهب، فيما تمركزت وحدات من الجيش حول المدينة لكنها لم تتدخل لتفريق المتظاهرين. ومن جانبه حاول السلطان قابوس بن سعيد تهدئة الاوضاع في السلطنة بإجراء تعديلات وزارية مساء أمس الاول بعد أسبوع من الاحتجاجات في العاصمة مسقط. كما تعهدت الحكومة العمانية مساء أمس الاول وبعد أحداث مدينة صحار، بتوفير 50 ألف فرصة عمل إضافية وتقديم منحة بطالة قيمتها 390 دولارا لكل باحث عن عمل. وفي اتجاه آخر قالت متحدثة باسم ميناء صحار ان الاحتجاجات الجارية في المنطقة «سلمية حتى الآن»، مشيرة الى أن استمرار المظاهرات ومنع الشاحنات والعاملين من الوصول الى الميناء قد يؤثر في نهاية المطاف على صادرات النفط وعلى حركة الملاحة. ويصدر ميناء صحار 160 ألف برميل يوميا من المنتجات النفطية.