مثّلت ثورة 14 جانفي فرحة لأبناء الشيخ حسن العيادي المناضل السياسي الذي أُعدم سنة 1963 بعد أن تم حشره في المؤامرة الانقلابية ضد بورقيبة سنة 1962 لتقليب دفاتر الماضي والنبش بين طيات أحداثه التاريخية بكل حرية ودون خوف ممّا قد يصيبهم بسبب الخوض في المسائل السياسية التي لم نعتد الحديث فيها، فرصة لعرض مطلبهم الوحيد والموحد مطلب تجاهلته الأطراف المعنية سابقا سواء في عهد بورقيبة أو في عهد بن علي إن لم نقل كُممت الأفواه في شأنه وهؤلاء لا يريدون سوى معرفة قبر والدهم الذي أعطى لتونس فتجاهلته ودافع عنها فخذلته وقاوم من أجلها فخونته حيث وجهت إليه تهمة خيانة الوطن وبأنه على علم بالمؤامرة الانقلابية ضد بورقيبة فحوكم بالإعدام الذي نُفّذ على عجل دون مراعاة لخدماته النضالية الجليلة التي قدمها للنظام البورقيبي لتغطي نهايته المأساوية ماضيه النضالي من أجل تحرير تونس فدفن ودفنت أسرار كثيرة معه وحرم أبناؤه من مجرّد الوقوف على قبره لتلاوة فاتحة الترحم على روحه لأنه دفن في مكان سرّي على إثر جلسة سرية عاجلة. أبناء الشيخ العيادي يقولون إنهم ذاقوا ألوانا شتى من المضايقات والحرمان والخصاصة في ظل غياب والدهم الذي رحل ولم يودعهم وهم اليوم يسعون جاهدين الى معرفة مكان دفنه لزيارته والترحم عليه ويلتمسون من السلط المعنية تمكينهم من ذلك.