يوم أمس كان موعد إحياء الذكرى الحادية عشرة لوفاة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة، ولئن مرّت 11 سنة على وفاة رائد الكفاح الوطني وباني دولة الاستقلال فإن لذكرى هذه السنة طابعا خاصا، فالشعب هبّ من كل أنحاء البلاد وكأنه يعتذر لقائده الذي حرمه منه الرئيس المخلوع طيلة 23 سنة كانت مليئة بالظلم والقهر والجبروت. إحياء ذكرى هذا العام جاء بطعم الثورة ففتحت في وجه القادمين الى المنستير ومنذ يوم الأحد أبواب قصر سقانص ودار الآباء والأجداد بحومة الطرابلسية لتحتضن معرضا لصور تاريخية عن بورقيبة ومسيرته النضالية وانتصبت قبالة الروضة صورة للزعيم الراحل وركزت بالتربة شاشة كبيرة نقلت وقائع إحياء هذه الذكرى الخالدة. واستفاقت مدينة المنستير نهار أمس وهي التي لم تنم منذ أيام استعدادا لهذا الحدث، استفاقت مبتسمة الثغر هذه المرة رغم مرارة فراق ابنها الذي حرمت من رؤيته حيّا وميّتا وكأن وليدها بعث من جديد. فباستثناء المراسم الرسمية التي رافقت نشاط رئيس الجمهورية والوزير الأول وأعضاء الحكومة لا شيء ذكرنا بحالة التأهب القصوى والخوف الكبير الذي كان يهزّ قلوب المدعوين الذين يتمّ انتقاؤهم وتفتيشهم وتوجّه نحوهم أفواه الرشاشات. إحياء الذكرى هذه المرة كان شعبيا بكل مفاهيمه الى درجة أن أعدادا هائلة أرادت الدخول لقراءة الفاتحة زمن وجود رئيس الجمهورية والوزير الأول والوزراء والمدعوّين وأفراد أسرة الزعيم الراحل. تحية خاصة حرص السيد فؤاد المبزع رئيس الجمهورية المؤقت الذي حلّ بروضة آل بورقيبة في حدود الحادية عشرة صباحا وبعد تحية العلَم المفدّى على أنغام النشيد الرسمي عزفته الفرقة الشرفية للجيش الوطني على أداء تحية خاصة لرجال الاعلام والتي كان لها الوقع الخاص في نفوس الاعلاميين، وقد تولّى رئيس الجمهورية المؤقت بعد ذلك وضع إكليل من الزهور على ضريح الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة رفقة الوزير الأول وأعضاء الحكومة المؤقتة والشخصيات الحاضرة بالمكان. الباجي وبورقيبة حظي السيد الباجي قائد السبسي الوزير الأول في الحكومة المؤقتة باستقبال شعبي كبير حيث التفّ حوله الناس ونادوا «باجي بورقيبة قائد السبسي بورقيبة» تعبيرا منهم عن أنه يسير على درب الزعيم الحبيب بورقيبة وعن رضاهم عن السياسة التي ينتهجها «الشعب معاك» إلا أنهم رفعوا له بعض المطالب وخاصة المتعلقة بمطار المنستير الحبيب بورقيبة. وقد رفع البعض الآخر شعار «مطالبنا: المطار والبطال»، وقد اغتنم عدد من أبناء المطار وجود السيد ياسين بن ابراهيم وزير النقل والتجهيز في موكب إحياء هذه الذكرى وقدموا له وثائق تخصّ اللزمة مع الشركة التركية «تاف». شعبية رشيد عمار في حدود العاشرة والربع من صبيحة أمس الأربعاء حلّ الجنرال رشيد عمار بالروضة لتلاوة فاتحة الكتاب على روح الزعيم الراحل والمشاركة في موكب إحياء الذكرى الحادية عشرة. وقد التفّت حوله جموع غفيرة من المواطنين الذين رغب الكثير منهم في التقاط صور تذكارية معهم. أصاغر الترجي في الموعد ما لا ينساه أحباء الترجي أن الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة هو الرئيس الشرفي للترجي، ومساهمة من أسرة هذه الجمعية العريقة في إحياء هذه الذكرى الخالدة وتعبيرا منها عن الوفاء والتواصل حضر لاعبو فريق أصاغر هذا الفريق بزيّهم المدني وتلوا فاتحة الكتاب ترحّما على روح الزعيم بورقيبة. تنظيم محكم ما يلفت الانتباه هو حسن التنظيم الذي سهرت عليه مجموعة تنظيم ذكرى وفاة الزعيم والجمعية الوطنية للفكر البورقيبي وجمعية صيانة المدينة بمتابعة متواصلة من السيد هشام الفراتي والي الجهة. وبالرغم من وجود آلاف الناس الذين توافدوا على الروضة ورغبوا في الترحّم مباشرة على روح الزعيم فإنه أمكن للجميع تحقيق رغباتهم.