أظهرت عائلات الشهداء الذين اختطفتهم رصاصات القناصة في عهد الرئيس المخلوع بمدينتي القصرين وتالة وقدموا أرواحهم فداء للشعب ووقوفا في وجه الظلم والبطش الكثير من الاستياء والسخط بسبب تهميشهم وعدم الاسراع بالتحقيق في الجرائم المرتكبة في حق أبنائهم والضحايا الأبرياء، إذ أكّد السيد ثامر البوزيدي أخ الشهيد رؤوف البوزيدي أنه رغم هول المصيبة لفقدانهم لأعز أقاربهم وقعت معاملتهم باحتقار شديد فقد توجّهوا للمحكمة الابتدائية بولاية القصرين محملين بكل الوثائق ولكنها رفضت مجرّد الاستماع إلينا والانصات لنا وبعد رفض المحكمة ولا مبالاة المسؤولين من المعتمد الى الكاتب العام للولاية والوالي وغيرهم خيّرنا التوجه الى العاصمة للاستنجاد بلجنة تقصّي الحقائق علّها تحفظ حقوقنا وتحقق مطالبنا التي تتمثل أساسا في البحث في الأحداث والمجزرة التي ارتكبت أيام 8 و9 و10 جانفي أي أياما قبل فرار الرئيس المخلوع ومعاقبة مرتكبيها. ويتابع: «للأسف لجنة تقصّي الحقائق ردّها كان مخزيا وغريبا ذلك أنهم قالوا لنا أن التحقيق لن يتم انجازه الا بعد 5 سنوات في حين أن منظمة حقوق الانسان أرسلت من خارج تونس الى القصرين وتالة من يقوم بالبحث في المجزرة وأدانت المجرمين وطالبت بمعاقبتهم وتم ذلك في ظرف زمني لا يتعدى الشهر فلماذا تدعونا لجنة تقصي الحقائق الى انتظار 5 سنوات في حين أن وقائع الجريمة وتاريخها محدد ومعلوم. ولماذا تبقى عائلات الشهداء تنتظر طوال هذه الفترة في حين أن منظمة دولية قامت بعملها في فترة وجيزة؟ ويؤكّد محدّثنا أن كل هذه المعاملات الغريبة زادت في الشعور بالسخط والتوتر والاحتقان بالجهة. أما والدة الشهيد صلاح البشراوي الذي سقط شهيدا في هذه الفترة فإنها تؤكد حجم شعورها بالألم لفقدانها أعز ما تملك وما يحز في نفسها عدم إتصال أي مسؤول بالجهة بها وتأمل أن يتم التحقيق لتحديد مسؤولية الجريمة والتتبع العدلي لهم.