«عاوزين نروح» «اغيثونا يا قواتنا المسلحة» هذه بعض نداءات اخواننا اللاجئين المصريين في مدينة قابس بعد ان قضى أغلبهم أربعة أيام في انتظار حل قد لا يأتي بالسرعة التي ينتظرونها... أوضاع تنبئ بالانفجار في أي لحظة نتيجة التعب الجسدي والنفسي... «الشروق» كانت حاضرة في معرض قابس احد المراكز الاربعة التي تم ايواء الاخوة المصريين بها. وحسب مصادر عليمة ومسؤولة فان عدد اللاجئين المصريين بمدينة قابس بلغ حوالي 3500 شخص يحتضن المعرض منهم 2000 شخص ويتوزع الباقون على فضاءات القاعة الرياضية المغطاة والمسرح الصيفي و«سانية الباي» في الوقت الذي استقبل فيه نزل الواحة 56 شخصا هم مجموع افراد 12 عائلة. وقد وصل في الليلة الاولى فقط حوالي 2500 استقبلتهم المراكز التي تم اعدادها وقام الجيش الوطني باقامة مستشفى ميداني ووفر أطباءه واعوانه لفحص اعداد كبيرة من الوافدين بالتعاون مع عمادة الاطباء بقابس (اطباء القطاع العام واطباء القطاع الخاص) ووفر لهم الادوية اللازمة بالاشتراك مع الصيادلة وشركات توزيع الادوية في حين تكفل المواطنون بتوفير المفروشات والاغطية والمواد الغذائية بمختلف انواعها وكنا شهود عيان عندما حضر مجموعة من الطلبة بمقدار مالي جمعوه من تبرعات الطلبة متسائلين عن الاحتياجات الضرورية لتوفيرها. وحسب نفس المصدر فقد اقلعت يوم الاثنين باخرة بها 900 راكب من اشقائنا المصريين و 26 طائرة من مطار جربة بها اعداد اخرى من اللاجئين الا ان الاعداد الوافدة كبيرة ولا يمكن ان تحملهم الا بوارج حربية كبيرة. هيجان وغضب من السفارة المصرية الاشقاء المصريون كانوا في حالة هيجان كلي وصبوا جام غضبهم على السفارة المصرية مطالبين القوات المسلحة بالتدخل العاجل لانقاذهم من الوضع المأساوي الذي باتوا يعيشونه... محمد أحمد من محافظة سوهاج كان يعمل في العاصمة تحدث عن وضعهم الحالي مستنكرا الصمت الرهيب لدولتهم «لا اعرف ماذا ينتظرون للقدوم واجلائنا الى بلادنا... هل ينتظرون تحركا دوليا لانقاذنا؟ لنا اربعة ايام في قابس ولم يتحرك أي مسؤول ولم تتخذ أي خطوة ايجابية لطمأنتنا وطمأنة اهالينا في مصر وكل ما يقال في التلفزة المصرية كذب صرف وأول شخص يجب ان يحاسب هو السفير المصري الذي هاتفناه ليلة الاثنين فاغلق في وجوهنا الهاتف وقال بالحرف الواحد تصرفوا كما تشاؤون وافعلوا ما تقدرون عليه... كلام كثير لا يصدر عن مسؤول وفيه تحريض واضح على اخواننا التونسيين الذين لم نجد منهم الا كل الترحاب والقبول والمساعدة ولكن لا يكلف الله نفسا الا وسعها... لا نريد ان نثقل كاهلهم اكثر مما فعلنا ... نتوجه بنداء الى رجال الثورة والى المشير الطنطاوي ان تتحرك قواتنا المسلحة لاجلائنا فنحن نتعذب منذ 10 أيام وما لقيناه في ليبيا تشيب له الولدان ولنا 50 ألفا من اخوتنا لازالوا محاصرين هناك ويتعرضون لشتى أنواع العذاب فمن ينقذهم... كلام السفير كان مخيبا للامال وما نسمعه في القنوات عن رحلات يومية تقل المصريين ليس صحيحا وحرام ما تفعله معنا السلطات المصرية وسنعود الى مصر ولن نسكت عن هذا الاهمال واللامبالاة بأرواحنا وقد أعلمنا السفير في مكالمتنا معه اننا في مدينة قابس فادعى انه لا يعرفها فهل يعقل هذا الكلام من مسؤول بل قال لنا بالحرف الواحد «اعلى ما في خيلكم اركبوه» هل هذا كلام مسؤول؟». انقذوا اخواننا في طرابلس وتدخل الكثير من الاشقاء المصريين للحديث عن مأساتهم واختلط كلامهم بين الشكر والشكوى والوعيد فاكد احدهم «لقد تعبنا كثيرا قبل الوصول الى هنا والشعب التونسي قام معنا بالواجب وأكثر ولكن سفارتنا لم تتحرك لترحيلنا ولا نريد شيئا الآن سوى المغادرة وسنذهب حال عودتنا الى ميدان التحرير لنتحدث عن لا مبالاة السلط المسؤولة التي تتحدث بطريقة مهينة وغريبة اين اكبر اسطول بحري في الشرق الاوسط يتحدثون عنه؟... البعض منا دخل في اضراب جوع ولنا 15 يوما لم نستحم والدخول الى بيوت الراحة لا يتم الا بعد ان تقف في صف طويل والكثير منا مرضى ومع ذلك لا نفكر في انفسنا فقط بل ننادي بضرورة العناية بالمصريين الذين يموتون في ليبيا جوعا وارهابا من ميليشيات القذافي ولا نعلم عنهم شيئا وندعو السلطات المصرية الى تدخلات عاجلة... بلدان العالم ارسلت قواتها المسلحة لانقاذ ابنائهم الا السلط المصرية تنتظر ان تتدخل منظمات الاغاثة واللاجئين». أسبوعان من المعاناة كان يتدثر بالعلم التونسي تدخل في الحديث وقال «وزير الخارجية المصري تحدث في قناة الحياة الفضائية يوم الثلاثاء الماضي واعلن عن خروج 37 طائرة لاجلاء الرعايا المصريين ولكننا لم نر أي رحلة تخرج من مطار طرابلس الذي بتنا فيه اربعة ليال في العراء وتحت المطر لا تغطينا الا قطعة قماش صغيرة كهذا العلم قبل ان نتوجه للحدود التونسية وهناك بقينا في رأس جدير ليلتين متواصلتين وفي قابس بقينا اربعة أيام فإلى متى سنبقى على هذه الحال من المعاناة رغم ان التونسيين قد وقفوا معنا وقفة شهامة وقدموا كل ما يمكنهم ولكننا نتساءل عن مصير اخواننا في ليبيا ونتساءل الى متى سنبقى في هذا المكان خاصة وان الكثيرين منا قد افتكت امواله لدى عودتنا... نداء استغاثة نوجهه للمصريين الاحرار ولقواتنا المسلحة لانها الوحيدة التي نثق بها اما ما عداها من مسؤولين فكلامهم كذب واضح... نحن في وضع مأساوي حقيقي ولا نستطيع تحميل الاشقاء التونسيين أكثر من طاقتهم... نداء وجهناه ونرجو ان يجد اذانا صاغية ممن يعتبرون انفسهم مسؤولين عن مصر».