وافانا علي الحفصي رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم بالرد التالي على إثر المقال الذي نشرناه بتاريخ 1 مارس 2011 وإليكم نص هذا الردّ: أسرة تحرير جريدة «الشروق»: أتقدك إليكم بتحية تقدير لتخصيص مساحة لسماع الرأي المخالف لما ينشر على أعمدة جريدتكم وتمكيننا من حق الرد. فوجئت وأنا أطالع جريدة «الشروق» اليومية صدور مقال بعنوان: «الحفصي وطموح الخروج من الباب الكبير»، مذيل بإمضاء الصحفي محمد الهمامي، تضمن اشاعات وتهجما طال شخصي، واعتبارا لكون ما أتاه المذكور فيه مس من سيرتي وإساءة إلى المكتب الجامعي ككل كان لا بدّ من الرد. ان ما يلفت الانتباه كون المذكور يعيب على شخصي بكوني قد عزمت على الاستقالة وهذا وارد جدا، كما ان الحصول على «الشان» لا يحسب للمكتب الجامعي. أولا: لا بدّ من التأكيد على ان الحصول على كأس افريقيا يعتبر انجازا تاريخيا لكرة القدم التونسية، بأقدام تونسية وعقول تونسية مائة بالمائة لا غبار عليها، وهذا دليل على نجاح اختيارات المكتب الجامعي وصواب قراراته في المراهنة على تأثيث المشهد الرياضي في تونس بالكفاءات الوطنية. ثانيا: قرار الاستقالة من المكتب الجامعي هو قرار شخصي نابع من قناعاتي الذاتية، ولا أنتظر املاءات من أي طرف كان كما أنه لا يمثل هروبا من المسؤولية، كما أني لا أنتظر أن أساهم في رفع اللقب إلى الخروج من المكتب الجامعي وهذه مزايدات مردودة على قائلها. ثالثا: ان استعمال المذكور لبعض المفاهيم تلميحا وتصريحا مثل التجاوزات ولا تسقط بالتقادم فيها اتهام مباشر للمكتب الجامعي وعليه فمن يملك أي ملف أو بداية حجة أو دليل على تجاوز المكتب الجامعي فلينشره وليحمله للقضاء أو اللجان. بيد ان التحامل المجاني والتشهير بالأفراد والتشكيك في نزاهتهم وصدقيتهم دون تقديم دليل ملموس، يحول المنابر الصحفية إلى محاكمات وتصفية حسابات ضيقة وشخصية ويمكن أن تكون موضوع مساءلة قانونية، لذلك جاء وبلا تردّد فمن يملك ملف فيه تجاوز ضد المكتب الجامعي فليبادر بالالتجاء إلى القضاء واللجان المحدثة ليقول كلمة الفصل بيننا. خاتمة لا بدّ منها: ان ما يمكن ملاحظته ان ثورة 14 01 2011 المجيدة حررت الأفراد والعقول والأقدام لكنها لم تحرر كل الأقلام. لقد قيل قديما ان كان لك خصما نزيها ولا عيب فيه فأخلق له عيبا وهميا. يبدو لزاما علينا اليوم التموقع الايجابي وتقديم مقترحات عملية لخدمة كرة القدم التونسية، والقطع مع عقلية الركوب على الأحداث والتشكيك في كل شيء والارباك، والتركيز على الاحاطة بمنتخباتنا والشد على أيديهم وتشجيعهم لتقديم أفضل ما لديهم لمصلحة كرة القدم التونسية خاصة وان انتظارات الشارع الرياضي تتطلب حلولا مناسبة وإجابات واقعية بعيدا عن الارتجال والتشهير. ذلك هو الفرق بين الهدم والبناء. ٭ محترمكم: علي الحفصي جدي تعقيبنا: في البداية نحن كتبنا مقال رأي ولمن يفهم مبادئ المهنة الصحفية عليه أن يعلم أن الرأي حرّ والخبر مقدس ونحن نقلنا خبر الاستقالة وعلقنا كما نريد ونحن أحرار في ذلك في زمن غابت فيه طرق مصادرة الرأي. ثانيا: نحن قلنا أن الفوز ب«الشان» لا يمكن أن ينسب لأي طرف بمفرده، بالتالي لا نعتبره دليلا على نجاح المكتب الجامعي، كما أنه لا يهمنا كثيرا قرار الاستقالة بقدر ما يهمنا الحدث وطريقة التعامل معه. ثالثا: نحن هنا نقوم بمهمتنا الاعلامية أما البحث عن تجاوزات بالأدلة والبراهين فهي من مهمة لجنة تقصي الحقائق في الفساد والرشوة وسنفسح لها المجال للقيام بمهمتها ونحن على اقتناع بأن ما خفي أعظم ولا نتبع التلميح خوفا أو هروبا من المسؤولية. رابعا: شكرا على نصائحك ولكن نشير إلى أنها لا تهمنا في كيفية أداء مهمتنا، فنحن نعرف جيدا ماذا نفعل ولسنا من أولئك المسقطين على قطاع لا نمت له بأي صلة ناهيك أننا لم نركب على حدث الثورة المجيدة ونتحدث باسمها لتقديم النصائح ونشير إلى أن الأفراد والعقول والأقدام عليها أن تتحرر من الأشخاص أولا قبل التحرر من الأفكار والرواسب وقتها التأثير الايجابي لذلك على كرة القدم ومنتخبنا دون الدخول في متاهات الحديث عن الوطنية في زمن سقطت فيه كل الأقنعة.