بيروت (الشروق) : من مبعوثنا الخاص النوري الصل التحقت بيروت هي الأخرى ب«قطار الثورة»استجابة لدعوات عبر شبكات التواصل الاجتماعي بالانترنات للاحتجاج على الطائفية في البلاد... شعارات الثورة التونسية كانت حاضرة بقوة أمس الأول بين المتظاهرين اللبنانيين الذين رفعوا شعار «الشعب يريد اسقاط النظام» و«DEGAGE» نحو ساعتين استغرقتها المسيرة لم يتوقف خلالها المطر دقيقة واحدة بل ان زخات المطر كانت تقوى بين الفينة والأخرى فحولت الشوارع التي سلكها المتظاهرون الى فيضان كبير...فاضت فيه المشاعر والأحاسيس في المظاهرات التي كانت صرخة مدوية ضد النظام الطائفي ورموزه...ضد أمراء الحرب والطوائف.» المتظاهرون الذي كان عددهم بالآلاف كان صدى ثورة تونس حاضرا في هتافاتهم التي أكدت أن حاجز الخوف من الطوائف فد انكسر وأن على النظام الطائفي أن يستوعب الدرس التونسي. أما كامل مطالب المتظاهرين فقد نشروها في منشور شدّدوا فيه على رفضهم لنظام المحاصصة والتوريث السياسي وللاستغلال الاجتماعي والاقتصادي وللبطالة والهجرة والفقر والتهميش والانماء غير المتوازن والحرمان المناطقي والعنصرية والتمييز. عدد من المتظاهرين أكد ل «الشروق» أن الاحتجاجات لن تتوقف قبل اسقاط النظام الطائفي القائم وقبل قيام دولة علمانية مدنية ديمقراطية والحق في العيش الكريم لكل المواطنين من خلال رفع الحد الأدنى للأجور وخفض أسعار المواد الأساسية والمحروقات كما حمل المتظاهرون العلم اللبناني مرددين «14 و8 آذار خلوا البلد دكانة» وبعد وصولهم الى منطقة العدلية انشدوا النشيد الوطني ثم تفرقوا بهدوء ومن الهتافات التي رددها المتظاهرون أيضا «ثورة في كل مكان جاء دورك يا لبنان»...« ويا اللّي قاعد في البلكون إيجا شوف شعبك هون»... هذه الاحتجاجات التي نظمت في طريق كان لوقت مضى أحد خطوط الجبهة خلال الحرب الأهلية حملت رسائل شتى رمزية تؤكد في جلها على الوحدة ونبذ العنف والتعصب الطائفي... وشاركت مختلف أطياف المشهد السياسي الوطني بلبنان حتى وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال زياد بارود تمنى في تصريح له لو أنه شارك في هذه المسيرة التي لم تشهد أية أعمال عنف وكانت بعيدة في مضمونها ودلالاتها...ورغم الوجود الأمني المكثف نسبيا فإن الجنود ورجال الأمن رابطوا في مواقعهم وأعينهم تتابع هذه الاحتجاجات من بعيد... وجاءت هذه الاحتجاجات كما أكدت مصادر ل«الشروق» بعد دعوات أطلقها آلاف اللبنانيين على «الفايس بوك» والانترنت تحت شعار» نعم لاسقاط النظام الطائفي »حيث جمعوا نحو خمسة آلاف توقيع في هذا الاطار... وعلى صعيد آخر كان التفاعل في لبنان كبيرا مع ثورة تونس التي وصفها عدد من اللبنانيين الذين تحدثوا ل«الشروق» بأنها ثورة الكرامة والمجد» ورفضوا تسميتها ب«ثورة الياسمين» هذا التفاعل تلمسه وتتحسسه أكثر حين يدرك أي مواطن لبناني نتحدث اليه أنك تونسي حيث يبادر على الفور باحتضانك قائلا:« يا أهلا بتونس الخضراء...والله رفعتونا راسنا وشرفتو الأمة». وما يلفت انتباهك أن كل من تتحدث اليه يبدو ملما بتفاصيل ما جرى ويجري في تونس بل انك قد تتفاجأ بقدرته على تحليل ما يحدث ببلادنا... وفي هذا الصدد أبدت فعاليات وجهات لبنانية تأييدها لفكرة اطلاق اسم محمد البوعزيزي على أحد شوارع بيروت كتعبير عن عمق التضامن الشعبي اللبناني مع الشعب التونسي ومع ثورته المجيدة التي أطاحت بالرئيس المخلوع بن علي. وأكد الأستاذ معن بشور، مدير مركز التواصل العربي الدولي ل«الشروق» أنه يقود هذه المبادرة التي قد تتحول الى الواقع فعلا لأن الثورة التي قامت في تونس لم تكن ثورة تونسية فحسب بل كانت ثورة عربية عزيزة لها دلالات وطنية وعربية بما أنها خلصت الأمة من دكتاتور مستبد ومن طاغية جاثم على صدر تونس وعلى صدور أحرارها وأحرار الأمة. وفي سياق متصل كشف الأستاذ معن أن هناك مبادرة أخرى يقف هو وراءها تقضي برفع الحظر على راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة ووقف منعه من زيارة لبنان...