عاشت مدينة قصر هلال مساء أول أمس ليلة رعب من خلال معركة حامية الوطيس استعملت خلالها الاسلحة البيضاء والهراوات ولو لا التدخل الحاسم لقوات الجيش والشرطة والحرس لحدث ما لا يحمد عقباه ولسالت الدماء أنهارا. وصورة الحادثة أن متساكني أحد الاحياء الذين استقروا باحدى نواحي المدينة قام بعضهم بعمليات نهب لمحلات تجاربة وروعوا الاهالي واستفزوا تلاميذ المعاهد القريبة من هذا الحي وهو ما أغضب أبناء قصر هلال الذين اتفقوا على مهاجمة أفراد هذه المجموعة وتأديبهم وقد دارت بينهم معركة حسمها الجيش والشرطة والحرس الذين استعملوا القنابل المسيلة للدموع وأطلقوا الرصاص في الفضاء ومن ألطاف الله أن هذه الحادثة لم تسفر عن ضحايا رغم العدد الكبير للمصابين سواء باختناقات غازية أو بكدمات ورضوض وقد أفادنا الدكتور لطفي مهني الطبيب ورئيس القسم بالمستشفى الجامعي بقصر هلال بأن المصابين فاق عددهم المائة وأن جلهم تمت مداواته بعد الاستنجاد بعدد من الأطباء حيث تواجد منذ الثامنة والنصف مساء جراحان و6 أطباء من الطب العام و200 ممرض قاموا بالتدخل السريع والناجع وقد ساعد وجود سائق سيارة اسعاف وحضور سائقين تمت دعوتهما وحضرا على عجل نقل المصابين وأكد لنا بأن الاصابات تكمن في كدمات ورضوض واختناقات باستثناء 5 حالات استوجب نقلها الى المستشفى الجامعي فطومة بورقيبة بالمنستير من بينها حالة أصيب صاحبها بارتجاج خفيف في المخ وأخرى تعرض متضررها لاصابة في العين في حين تم نقل مصاب واحد وهو الذي أصيب برصاص في الفخذ الى المستشفى الجامعي سهلول بسوسة حيث أجريت عليه عملية جراحية في ساعة متأخرة من الليل هذا وقد حلت بقصر هلال بعد وقت قصير من اندلاع المعركة عديد شاحنات الجيش الوطني وقوات التدخل من الأمن فيما حلقت طائرة عمودية في سماء المدينة على ارتفاع منخفض.