انضم رئيس الوزراء المصري الجديد عصام شرف أمس الجمعة الى تجمع شعبي هائل في ميدان التحرير وسط القاهرة احتفالا برحيل سلفه أحمد شفيق الذي عينه الرئيس المخلوع حسني مبارك قبل أيام من سقوط نظامه اثر الثورة الشعبية الشهر الماضي. ويعتبر ظهور شرف بعد يوم من تعيينه في منصبه الجديد وسط الميدان الذي أصبح رمزا للثورة علامة على نجاحات جديدة تحققها قوى الثورة في مصر وخاصة جماعات الشباب التي ظلت مصرة على تحقيق كامل مطالبها ومن ضمنها تصفية بقايا نظام مبارك. وفي كلمة وجهها الى المحتفلين أكّد شرف تأييده للثورة كما وعد بتنفيذ مطالبها. ووصف الثورة بأنها «جهاد أصغر» وطالب المصريين ببدء «الجهاد الاكبر لاستعادة مصر». وطالب المتظاهرون بمحاكمة شفيق الذي اعتبروه جزءا من نظام مبارك كما حمّلوه مسؤولية سقوط العديد من الشهداء خلال الأعمال الاحتجاجية التي جرت منذ اندلاع الثورة يوم 25 جانفي الماضي. كما جدد المتظاهرون مطالبهم بالافراج عن المعتقلين السياسيين وحل جهاز أمن الدولة وحل الحزب الوطني الذي كان يحكم أثناء عهد مبارك ومصادرة ممتلكاته ومحاسبة جميع المسؤولين الفاسدين أنذاك. ودعت الجماعات الشبابية للتظاهرة الى الاحتفال بسقوط شفيق. واستقبل المشاركون شرف وسط هتافات «يا عصام مرحب بيك... التحرير بيحييك» وتوجه وسط الحشود الى منصة نصبت في احدى زوايا الميدان مشيا بحراسة من الشرطة العسكرية وأفراد من الجيش. وحمل المتظاهرون شرف على الاكتاف بعد انتهائه من كلمته القصيرة التي وجهها وسط هتافات التأييد والترحيب. وأحاط بشرف أثناء إلقاء كلمته بعض قيادات العمل السياسي ومن بينهم قادة في حركة «الاخوان المسلمين». وقد التقى شرف بعد تعيينه رئيسا للحكومة المصرية بمجموعة من شباب الثورة وتعهّد خلال اللقاء بحماية الثورة المصرية وان يعمل جاهدا على تنفيذ مطالبها. وأبلغ شرف شباب الثورة تأييده مقترحهم الخاص بتأجيل الانتخابات البرلمانية الى حين استتبا الأمن واعطاء الفرصة للقوى الناشئة لعرض برامجها على الناخبين. وكان عصام شرف أحد الاسماء التي طرحها وفد من شباب الثورة على قيادات المجلس الاعلى للقوات المسلحة في اجتماع جرى قبل أيام.