قبل التحدث عن خطاب «الرئيس المؤقت» ظلت التلفزة الوطنية ومنذ الساعة الثالثة بعد الزوال تقريبا تعلم المشاهدين أنه وبعد حين يتوجه الرئيس المؤقت السيد فؤاد المبزع بخطاب يعلن فيه عن الاجراءات الجديدة.. وطال هذا الحين الذي يعتقد كل من درس اللغة أنه لن يكون طويلا ولا يتأخر لساعات غير أن التلفزة الوطنية أصرّت على ذلك قبل التفطن بعد ساعات ثلاث الى تحديد هذا الحين والتأكيد على أن الخطاب سيكون على الساعة الثامنة بعد الزوال.. وهكذا تبقى التلفزة الوطنية بمثابة دار لقمان.. وغير مبالية للوقت ولا للغة.. ولا للمشاهدين؟؟!! هل كانت الاشاعة بريئة؟؟ قال فؤاد المبزع في خطابه مبرزا أنه سيواصل مهامه الى ما بعد 15 مارس الجاري، خلافا لما أُشيع وذلك إلى حين اجراء الانتخابات حفاظا على الدولة وعلى استمرارها وديمومتها ومن منطلق الوفاء لأرواح الشهداء والحرص على تجسيم مبادئ الثورة.. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل أن الوزراء المستقيلون هم الذين روّجوا إشاعة خروجه تماشيا مع الفصل (57) الذي يسمح لرئيس مجلس النواب تحمل مسؤولية الرئاسة المؤقتة لمدة شهرين اثنين.. أم أن الظروف والفراغ الدستوري والقانوني هو الذي مهد للاشاعة؟ أم أن أسرارا خفية أخرى فرضت على الرئيس المؤقت الاعلان والتأكيد على مواصلة المهمة خلافا لما أشيع.. كما ردّد ذلك؟ تجاوز الزوايا والصالونات؟ الهشاشة الأمنية وتشتّت القوى السياسية وأيضا المدنية فضلا عن الاحباط الذي عاشته الأجيال منذ 1956 والذي تسبّب في غياب الثقافة الديمقراطية واحترام الرأي المخالف ومحاولة «التطهّر» من بعض الذين تورطوا في العهد البائد كلها عناصر يتحدث حولها الكثيرون دون تفعيل للدور الايجابي الذي من المفروض القيام به وتجاوز حديث الزوايا والصالونات وبعض الفضاءات الأخرى وخاصة بعد الثورة التي مرّ على اندلاعها أكثر من شهر ونصف ومع ذلك فإن بعض العقول ظلت على حالها. مواقع المجلس الوطني التأسيسي؟ لكل خارطة طريقه ولكل حقيقته التي يمتلكها ويمكن بها انقاذ ما يجب انقاذه وتطوير البلاد في المرحلة المقبلة.. وفي المقابل فإن الكثيرين يرنون الى ضمان موقع في المجلس الوطني التأسيسي الذي سيتم انتخابه يوم 24 جويلية المقبل غير أن المنطق يفرض تجاوز كل النعرات والعصبيات والجهويات حتى تتجلى حقيقة افرازات الثورة. كما على الجميع الاسراع بالعمل من أجل ترسيخ الديمقراطية في أرقى معانيها وكل من موقعه.. «وكل قدير وقدرو». الحفاظ على وحدة الشعب وسيادته وحدة الشعب دفاعا عن سيادته ضرورة ملحة ومن المفروض تأكيدها وترسيخها أكثر بعد بروزها يوم الثورة في 14 جانفي الماضي خاصة أن جيوب الرّدة.. وقوى الجذب إلى الوراء هم «قلال حياء» ويستطيعون بكل أساليبهم القذرة والدنيئة خدش كل شيء، ولذلك لا بدّ من التصدي لمثل هذه المحاولات وبأسلوب الثورة الحضاري والنضالي والراقي حتى نحافظ فعلا على وحدة الشعب وندافع عن سيادته. قوة الثورة عند العسر عين على حماية الثورة وأخرى على رأس جدير وما جاورها في ربوع الجنوب الشرقي العزيز، وبالتالي علينا ألاّ نغفل وأن نعزّز تضامننا أكثر مع أبنائنا الوافدين علينا من الشقيقة ليبيا ومع الأشقاء المصريين وغيرهم من الأصدقاء ومن مختلف البلدان الأخرى باعتبار أن الوضع صعب والثورة تتطلب القوة ودون ضعف وخاصة عند الشدائد والعسر..