فرحة امتزجت بعودة النشاط والحركية إلى السوق.. وبانتصار معتصمو القصبة وتحقيق جزء كبير من مطالب الشعب.. هكذا كان المشهد صباح أمس بالمدينة العتيقة «الأسواق». الحياة تدبّ من جديد، والمحلات عادت لاستقبال الزبائن، وإن كان عددهم قليل فإن أصحاب المحلاّت يرون أن الاقبال جيّد مقارنة بالأيام الماضية عندما كان الاعتصام قائما. ورغم الشلل التام للحركة الاقتصادية في هذا المكان إلاّ أنّ جلّ التجار أجمعوا على معاضدتهم لاعتصام القصبة الذي حقق مطالب الشعب. وللوقوف على مشهد اليوم الأول ما بعد الاعتصام «الشروق» تزور تجار المدينة العتيقة «الأسواق». ثورة الحرية والكرامة بدأت ملامحها تظهر وأخيرا نجحنا في تحقيق جزء من مطالبنا وذلك بفضل اعتصام القصبة.. فرحتنا اليوم مضاعفة. فالاعتصام نجح في جزء كبير منه واليوم عدنا الى العمل من جديد بروح جديدة وإن شاء اللّه يكون غدنا أفضل.. بهذه الكلمات حملتنا الخطوات الى قلب المدينة العتيقة: حركية جديدة تشهدها هذه الأنهج بعد أن ودّعت حرفاءها منذ أسابيع وهاهي اليوم تستقبلهم من جديد ورغم عددهم المتواضع إلاّ أن جلّ التجار سعداء بعودة الحياة من جديد إلى الأسواق لأن الأيام الماضية شهدت ركودا تاما داخل هذه الأسواق حسب ما صرّح به بعض التجار. رغم تضرّرنا نحن سعداء الابتسامة التي كانت تعلو كل الوجوه داخل هذه المحلات يسرت عملنا. فكان التجاوب واضحا وتحدّثوا إلينا بروح جمعت بين التفاؤل والصدق في الكلام. تقول ضحى (بائعة في محلّ): «الأيام الماضية شهدت ركودا كبيرا في الأسواق.. فالزبائن يخافون من التردّد على هذا المكان باعتباره قريبا من ساحة الحكومة مكان الاعتصام».. ورغم تضرّرنا من اعتصام القصبة تضيف ضحى: إلاّ أننا لسنا ضدّه، بل كنا نقفل محلاتنا على الساعة ال11 لنشاركهم الاعتصام. ضحى تضيف أن الفرحة اليوم مضاعفة أولا بعودة العمل والنشاط الى الأسواق وثانيا بنجاح اعتصام القصبة. وفي نفس السياق تحدث إلينا زميلها وليد الذي أكد أن هذه المحلاّت شهدت حالة ركود منذ شهرين وهذا ليس مرتبطا باعتصام القصبة الذي انطلق منذ أسبوعين.. فالوضع الذي تعيشه البلاد اليوم من الطبيعي أن يؤثر في التجار.. وليد أكد أيضا أنهم في الفترة الأخيرة لم تتعدّى مرابيحهم اليومية ال100 دينار فهم لا يشتغلون سوى 3 ساعات في الصباح ثم يغلقون محلاتهم خوفا من المندسين في المظاهرات التي تمر من هناك.. .. وعادت الحياة؟ لم نبتعد كثيرا لنلتقي بسميرة بائعة في محل، أكدت أن سعادتها اليوم مضاعفة مثل كل التونسيين. فالحياة بدأت تعود من جديد والحكومة المؤقتة بدأت تستجيب لمطالب الشعب وهذا بفضل اعتصام القصبة الذي حقق مطالب الشعب وإن شاء اللّه تتحقق هذه المطالب على أرض الواقع. سميرة سعيدة أيضا بعودة النشاط الى الأسواق وبعودة الحرفاء الذين ودعوا إطلالتهم منذ أسابيع. إقبال عن العمل الحياة تدبّ من جديد في هذه الأسواق ونسمات الحرية التي تركها معتصمو القصبة ترفرف على المكان فزادتهم ثباتا وإقبالا على العمل وعن الحياة في تونسالجديدة هكذا عبّر أحد التجار عن فرحته في هذا اليوم الذي اعتبره يوم جديد بعد أن استجابت أخيرا هذه الحكومة لمطالب الشعب ورغم تضرّر تجارته من اعتصام القصبة إلاّ أنه أكد أن المطالب الجماعية فوق كل اعتبار والعمل سيبدأ من اليوم على حدّ تعبيره. ورغم خوفه على متجره أكد عمّ صالح أنه متفائل بمستقبل البلاد متمنيا أن يحقق الباجي قائد السبسي الوزير الأول المؤقت مطالب الشعب وأن يعبر بتونس الى برّ الأمان. ومن ناحية تجارته يقول عمّ صالح: اليوم نريد تكثيف الأمن في الأسواق لأن السرقات تزداد من يوم الى آخر.. مضيفا أنّ اعتصام القصبة بالرغم من أنه كان ضروري 100٪ إلاّ أنه أضرّ بتجار الأسواق، لكن نجاحه أنساهم خسارتهم. أنيس (أحد التجار) لم يبتعد كثيرا عن آراء زملائه ومن ناحية أخرى تحدث عن ضرورة الاستجابة لمطالب العاطلين عن العمل أولا ثم النظر في الملفات الأخرى. «شاركنا في الاعتصام» «سعداء بعودة الحركية الى السوق بعد أن شلت الحركة تماما في الأيام الفارطة.. لكننا سعداء أيضا بتحقيق جزء من مطالب الثورة. هكذا تحدث مبروك وفاتن يشتغلان في محلّ لبيع الملابس الجاهزة وأضافا أنهما شاركا في الاعتصام وذلك يوم جمعة الغضب وساندا المعتصمين في شعاراتهم لأن مطالبهم كانت تهم كل الشعب التونسي وليست مختصرة على جهة معينة حسب تصريحهم. غادرنا المكان عائدين من نفس الطريق الذي كنا قد أتينا منه قبل قليل، لكن المشهد تغيّر حيث بدأ العشرات من الزبائن يتردّدون على المكان ورجع الاكتظاظ المعهود الى كل الأسواق التي سجلت منذ قليل سوى أعداد ضعيفة من الزبائن.