أثار موعد اعتصام «القصبة 3» أو ما أطلق عليه تسمية «جمعة العودة» ردود أفعال متباينة في صفوف العاملين بقطاع التجارة بأنهج المدينة العتيقة بالعاصمة حيث جمعت مواقفهم بين تأييد لمطالب الاعتصام وبين خوف من تضرّر القطاع. «الشروق» التقت بعض هؤلاء التجار وتحاورت معهم حيث أكد الشاب حسان طعمولي (عامل بمحل تجاري) أنه ومنذ يوم 14 جانفي 2011 يعيشون ظروفا صعبة جرّاء عدم اقبال السياح ونفورهم عن «التبضّع» هذا الى جانب المضايقات التي يسبّبها لهم أصحاب الانتصاب الفوضوي الذين اكتسحوا الشوارع وباتوا يشكلون حجر عثرة أمامهم وعتبة أمام تحقيق جزء ولو بسيط من مبيعاتهم التي أصبحت في ركود. وأضاف الشاب حسّان أنه وبغضّ النظر عن المطالب المعلن عنها في الاعتصام المقرّر أمس الجمعة 15 جويلية 2011 فإن الوضع الراهن للبلاد لا يسمح بمزيد الاعتصامات التي ستزيد تعميق الأزمة خاصة الاقتصادية منها، كما أبدى استياءه من بعض الممارسات غير الأخلاقية التي ينفذها بعض المنحرفين مثل اللعب ب«الفوشيك» الذي يثير الهلع لدى العديد من الحرفاء الى جانب ظاهرة «النترة» والسرقة مما يجعلهم يخيّرون شراء مستلزماتهم من أماكن أخرى دون أنهج المدينة العتيقة التي يكثر فيها الاكتظاظ خاصة فترة الاعتصام هذه فإن الأغلبية تفضل الابتعاد عن كل ما من شأنه أن يشكل خطرا على سلامتهم خاصة من أولئك المندسّين الذين يستغلون هذه المناسبات لخلق الفوضى والبلبلة خدمة لمصالح شخصية. أما السيد محمود (عامل بمحل تجاري) فقد أكد أن اعتصام «القصبة 3» سيعاود تعطيل سير عمل التجار جرّاء نفور الحريف عن التردد على تلك المحلات القريبة من القصبة لا لشيء سوى للخوف مما قد يندلع فجأة من عمليات عنف وتخريب يقوم بها البعض الذين لا تهمّهم مصلحة البلاد ويسعون بشتى الطرق والوسائل الى عدم استقرارها. وأشار الى أنه مع الاعتصام السلمي المنظم الذي يلتجئ الى التعدّي على الممتلكات العامة والخاصة والداعي الى جملة المطالب المشروعة التي تخدم مصلحة الشعب عامة وليس نخبة معينة. من جانبها أوضحت السيدة نسرين مولّى أن مصير 11 مليون تونسي لا يجب أن يرتبط بجزء صغير من تجار المدينة العتيقة وأكدت انه وفي ظلّ عدم استقلالية القضاء والمديونية وعدم الحسم في قضايا الشهداء والقنّاصة والسعي الى تنصيب عناصر موالية للنظام البائد في مراكز قرار هامة وغيرها من الممارسات «النوفمبرية» التي مازالت تميّز الحكومة فإن الاعتصام ضروري حتى وإن كان على حساب تضرّر عمّال قطاع التجارة القريبين من القصبة سواء تجار الملابس أو الذهب أو غيرهم. وهو ما أيده أحد التجار الذي امتنع عن الادلاء باسمه قائلا إن اعتصام «القصبة 1» واعتصام «القصبة 2» انتهيا بنتائج إيجابية وبتحقيق بعض مطالب المعتصمين وبالتالي فإن اعتصام «القصبة 3» قد تستجيب الحكومة لبعض مطالبه التي مازالت غير واضحة وتساءل عن الأطراف الداعية الى الاعتصام الذي لا يفصله عن موعد الانتخابات إلا القليل والغاية الأساسية منه قبل المطالب المعلن عنها.