من احدى الضيعات الموجودة بدوار بوشراي كان حسام الطرابلسي يعيش حياة الصخب والمجون بالاضافة الى تعامله الفض مع بعض المحيطين به.. افتكّ الضيعة من مالكها الأصلي وهدد البعض بالقتل والزجّ بالبعض الآخر في السجون دون موجب.. كانت هذه فحوى أحاديث الذين التقيناهم هناك.. ليرووا أشياء لا يقبلها العقل.. تحوّلنا الى ذلك المكان كان بعد مكالمات هاتفية من بعض الذين قالوا بأنهم من سكان المنطقة وأفادوا بأننا نشرنا حديثا مع أحد رجال الأعمال يدعى صالح البطنيني بتاريخ 25 فيفري الفارط وقالوا إن هناك مغالطات من قبل ذلك السيد وقد حاولنا تحديد مواعيد معهم لكنهم تملّصوا ومن أجل كشف الحقائق فتوجهنا نحو احدى الضيعات ليكون الحديث الذي نشرناه على لسان صالح البطنيني أقرب الي الحقيقة.. فالضيعة المفتكة تمّ تشييدها بسور عال يصعب الولوج إليها وفي أولى خطواتنا التقينا أحد متساكني الدوار السيد خالد شمام ليشرع في سرد تفاصيل ما تعرض له من قبل حسام الطرابلسي الذي قال له بالحرف الواحد: «ما نحبش نشوف وجهك جملة ومرّة أخرى نراك نعفسك بالكرهبة».. يترك السيد خالد شمام حديثه معلقا ليشير بيده الي الخراب الذي ألحقه بالضيعة وبشيء من المرارة يعود الى الحديث: «لقد غرست أشجار البرتقال والإجّاص بيدي منذ ما يربو عن 30 سنة أصبحت الأشجار شريكي في الوحدة وكونت معها علاقات محبّة وود فاستغنيت عن معارفي لأني وجدت الراحة مع «بناتي»..هكذا عبّر حارس الضيعة عن الأشجار التي اقتلعها حسام وحوّل الأرض الى مرتع للخيول العربية الأصيلة والانقليزية واستحوذ على قطعة الأرض بأكملها حتى أنه شيّد بناية شبيهة بالقلعة يقضي داخلها ليال صخب والويل لمن يقترب من هذا المكان.. حديث حارس الضيعة كان شبيها بحديث صاحبها ومالكها الأصلي يدعى حسام بن حمادة تحدث أنه لن ينسى ذلك اليوم الذي أهان فيه والدته عندما طلبت منه 8 آلاف دينار كديْن عنده إلا أنه طردها شرّ طردة وقال لها: «المرّة الجاية نقصلك ساقيك». بمرارة وبشيء من الغضب يواصل حسام حديثه أنه أصبح يكره اسمه لأن الطرابلسي يحمله حتى أنه وبشيء من الفذلكة شرع يفكر في تغيير اسمه حتى يبعد عنه طيف حسام الطرابلسي. السيد صالح البطنيني شريك صاحب الأرض أيّد أقوال حارس الضيعة وصاحب الأرض ليذكر أنه وبعض سكان المنطقة تجرعوا مرارة حسام الطرابلسي من خلال تسلطه وقلّة الحياء وعدم مراعاة القيم والعادات والتقاليد المتعارف عليها. أثناء تواجدنا بالضيعة والتي تحولت الى خراب بعد أن تمّ نهبها حتى أن عدد الخيول الذي يصل الأربعين قد سرقت من قبل المواطنين.. أحد المواطنين يدعى فوزي بن شمام شرع في سرد تفاصيل ما تعرّض له من قبل الطاغية حسام فقد اشتغل عنده في ميدان تشييد البناء لكن وبعد الاتمام لم يسلمه كامل المبلغ وتوعده بسوء العاقبة لو أعاد طلب مستحقاته. ومع مرور الوقت وأثناء التواجد في قلعة حسام الطرابلسي المنهوبة شرع بعض المواطنين في القدوم عندما علموا بوجود إعلامي لكي يسردون همومهم وتكاثرت الأقاويل والأحاديث وكل يريد تفسير الثورة من جانبه وتحول البعض الى فقيه في السياسة فعجلنا بمبارحة المكان لتظل في مخيلتنا صورة سقوط أحد الطغاة من ال الطرابلسي لنستحضر مقولة علي بن أبي طالب: «لكل باطل جولة».