أربعة عقود ونيف قضاها السيد صالح البطنيني في ديار الغربة ليجمع ما كسبت يداه من أموال ويستثمرها في مشروع فلاحي لكن وفي لمح البصر استولى حسام الطرابلسي على ارضه ليظل في حالة فقر مدقع منذ 2006 لكن الثورة نصرته ليطالب باسترجاع حقوقه حسب القانون. في سنة 2006 وبعد أن سلبه حسام الطرابلسي قطعة أرضه حاول السيد محمد البطنيني استرجاعها بشكل قانوني لكنه لم يفلح لتظل جل الأبواب موصدة في وجهه ولما حاول الاتصال به وإعادة ممتلكاته أهانه أمام الجميع وتوعده بسوء العاقبة... ولما يئس محدثنا عاد الى فرنسا لتحصيل بعض الأموال. المنعرج لم يكن يتوقع محدثي ما جرى يوم 14 جانفي ولم يصدق الأمر بأن عصابة مافيا التي حكمت تونس بقبضة من حديد تسقط في مدة وجيزة حينها قرر العودة الى أرض الوطن حبّا فيه وفرحة بنهاية زمن الدكتاتورية والظلم والطغيان ليشرع في المطالبة بحقوقه.. ويعود محدثنا بذاكرته ليسرد لنا جزءا من حياته فقد حط الرحال في ديار الغربة في أواخر الستينات واشتغل في عدة قطاعات ليختص في مجال الزهور بفرنسا كان همه كغيره من المواطنين تحصيل مبلغ مالي محترم ليعود الى أرض الوطن. قضى 42 سنة في الخارج ليملك قطعة ارض فلاحية كان قد عوّضها بقطعة ارض مع الدولة... وغرس فيه أشجارا مثمرة وقام بتهيئتها على أحسن ما يكون ليصل المبلغ الى ما يفوق المليار من مليماتنا لكن وبحكم الموقع الممتاز للأرض استولى حسام الطرابلسي على 4 هكتارات. يصمت محدثنا ليبيّن وثائق امتلاكه لقطعة الارض ورغم ذلك فقد التزم الصمت ورضخ للأمر الواقع لأن حسام عرف ببطشه وجبروته... لكن وفي سنة 2006 استولى حسام الطرابلسي على كامل القطعة بما فيها من بناية وبئر ارتوازي.. خراب كان صاحب الارض قد غرس ستة آلاف عود إجاص و15000 عود برتقال على أرضه لكن وفي لمح البصر اختفى المنظر الجميل لها ليقتلع حسام كل الأشجار المثمرة ويحوّل الضيعة الى مقر لتربية الخيول العربية والانقليزية. وفي المقابل ظل محدثنا في حالة مرضية لأن أرضه افتكت ولم يعد يملك فلسا واحدا لسد رمقه وصار في حالة عجز مادي تام. بشيء من القهر وشعور بالمرارة يذكر صالح البطنيني ان حسام الطرابلسي سلبه ما جناه طيلة 42 سنة في لمح البصر لكن لكل باطل جولة فقد فقد حسام كل شيء في لمح البصر بفضل ثورة الأحرار حسب حديث محدثنا لينعم الشعب بالحرية بعد ان عاش الظلم طيلة عقدين. وفي ختام حديثه يذكر محدثنا انه يتساوى مع حسام الطرابلسي فكلاهما في حالة إفلاس تام الآن لكنه يتفوق عليه الآن لأنه يعيش الحرية بأتم معنى الكلمة وسيسترجع أرضه عما قريب لينعم حسام بحالة الخوف التي سلطها عليه في ما مضى.