احتلت «الوطنية» (التلفزة التونسية الوطنية)، وهي التسمية الجديدة للقناة التلفزية التونسية الرسمية، (قناة تونس 7 سابقا) المرتبة الأولى من حيث نسبة المشاهدة في تونس متفوقة بذلك على كل القنوات التونسية الخاصة، والعربية والأجنبية. وبهذا التفوق الذي كشفت عنه وكالة «سيغما كونساي» من خلال عملية سبر للآراء قامت بها خلال الفترة الممتدة بين 17 و23 فيفري 2011 تكون تلفزة عموم التونسيين قد استعادت ثقة المشاهدين فيها وليس ببرامج ومسلسلات شركة «كاكتوس للانتاج» التي كانت تحتل أبرز فترات الذروة في برامج القناة، وإنما بفضل التوجه الجديد الذي رسمه لها أبناؤها من المسؤولين والصحفيين والمخرجين والتقنيين سواء من حيث الخطاب أو اللغة القريبة من المشاهد، أو الحرفية أو تصميم البرامج. ولم يمنع غياب البرامج الرياضية والترفيهية والمسلسلات التلفزيونية في القناة والتي تعد المادة الأكثر استهلاكا من قبل المشاهدين، نجحت «الوطنية» في تحقيق نسبة مشاهدة ب43.3٪ متفوقة بذلك على قناة حنبعل (23.9٪) وقناة نسمة (10.9٪) وقناة الجزيرة (12.2٪)، وفرانس24 العربية التي استطاعت أن تفرض حضورها لأول مرة في تونس منذ انبعاثها في 2010. كما نجحت «الوطنية» في التفوّق على قناة MBC4 التي تعدّ من أكثر القنوات العربية مشاهدة في العالم العربي بفضل مسلسلاتها التركية الجديدة والمحبوبة لدى المشاهد العربي والتونسي كذلك. وإذا كانت «الوطنية» قد استعادت ثقة المشاهد التونسي بعيدا عن برامج ومسلسلات «كاكتوس» وحتى المسلسلات التي تنتجها بنفسها خلال شهر رمضان فذلك عائد بالأساس الى قربها من المواطن التونسي بنقل مشاغله وقضاياه وهمومه بنزاهة وبلاغة غير خشبية ويبقى العنصر الأهم في استعادة «الوطنية» لثقة المشاهد في وطنية التونسي الذي كلما شعر أن حقوقه يمكن أن تكون محفوظة إلا وتحرّكت فيه غريزة أو إحساس حب الوطن والغيرة عليه وعلى كل مؤسساته بما فيها «الوطنية».