فقدت القناة الوطنية خلال هذا الموسم موقع الصدارة في ترتيب القنوات التونسية الأكثر مشاهدة او متابعة خلال شهر رمضان محتلة بذلك المرتبة الثالثة والأخيرة في ترتيب القنوات التونسية بعد قناتي «نسمة» و«حنبعل» الخاصتين. وهذه المرة الأولى التي تتراجع فيها نسبة المشاهدة للقناة الوطنية في رمضان بهذا الشكل إذ لم تتجاوز نسبة مشاهدتها مثلا خلال اليوم الثامن من رمضان حسب وكالة «سيغما كونساي» 18.26٪ مقابل 39.1٪ لقناة حنبعل و43.7٪ لقناة نسمة. لماذا هذا التراجع في نسبة الاقبال على القناة الوطنية او التلفزة الوطنية بقناتيها الاولى والثانية ولماذا هرب المشاهد الى القنوات الخاصة وغير التونسية؟! المشاهد والدراما تكشف أغلب الاستبيانات المجراة منذ اليوم الاول من رمضان من قبل وكالات سبر الآراء ان البرامج او الفقرات الأكثر مشاهدة في القنوات التونسية خلال هذا الشهر هي البرامج او الفقرات الدرامية مثل سيتكوم «نسيبتي العزيزة» على قناة «نسمة» (41٪) حسب «سيغما كونساي» ومسلسل «نجوم الليل» على قناة «حنبعل» (32.3٪ حسب سيغما كونساي) . أما القناة الوطنية فلم تحظ بنسبة مشاهدة مرتفعة الا مع فقرة الأنباء الرئيسية (20.7٪ حسب سيغما كونساي) في حين ان الفقرة الدرامية فيها والمتمثلة في مسلسل «الأستاذة» لم تسجل نسبة اقبال تذكر، وحتى ان ذكرت فهي أقل شأن من نسبة الاقبال المسجلة بخصوص فقرة الانباء الرئيسية. ما فقدته التلفزة الوطنية وتبني نسب المشاهدة المذكورة ان المشاهد التونسي مازال متعلقا بالدراما التونسية خلال شهر رمضان ولكن اي دراما؟ ففي المواسم الفارطة كانت القناة الوطنية دائما في موقع الصدارة بالنسبة الى المسلسلات التونسية الأكثر مشاهدة في رمضان سواء كانت المسلسلات سيتكوم او مسلسلات اجتماعية. أما في هذا الموسم فقد اقتصر انتاج التلفزة الوطنية على مسلسل واحد «الأستاذة» وبعض الفقرات الدرامية والترفيهية القصيرة مثل «الكاميرا الخفية» او «الكاميرا الانتقالية». في المقابل «استولت» قناة «نسمة» على «مصدر نجاح» التلفزة الوطنية التي كان يميّزها في كل شهر رمضان وهو «السيتكوم» أضف الى ذلك النجوم الذين كانوا يؤثثون حلقاته وحتى حلقات المسلسلات مثل سفيان الشعري ويونس الفارحي وكوثر الباردي، وهي اسماء لها مكانة خاصة لدى المشاهد وخصوصا خلال شهر رمضان الذي وهبها هذه المكانة وهذا الاشعاع. «الاستاذة ملاك» في غير وقتها وحتى مسلسل «الاستاذة» او «الأستاذة ملاك» الذي حمل إمضاء السيناريست المعروف على اللواتي فهو لم يستطع تعويض او ملء الفراغ الحاصل في الشبكة الرمضانية للقناة الوطنية بل انه بدا عاجزا حتى عن منافسة مسلسل «نجوم الليل» على قناة «حنبعل» لا لشيء سوى لكونه لم يستجب لانتظارات المشاهدين الخارجين توّا من تحوّل او ثورة قلبت كل الافكار والمفاهيم لديهم. وبقدر ما كان الموضوع العام للمسلسل حديثا وذي علاقة لصيقة بالواقع التونسي الآن لم يكن طرحه او معالجته قوية ومشحونة بالمواقف التي يمكن ان تؤثر في المشاهد اذ ظلت المواقف هي ذاتها التي كتبها علي اللواتي في مسلسلات «الخطّاب على الباب» و«منامة عروسية» بدءا من الشخصيات النمطية وصولا الى المكان والفضاء الاجتماعي الكلاسيكي وهو المدينة العتيقة فالفضاء لاجتماعي في تونس تغيّر والشخصيات تغيّرت والحوار تغيّر.. لم تعد هناك مدينة «نظيفة». فقدان كاكتوس لقد فقدت القناة الوطنية موقعها بفقدان مصدر نجاحها وخصوصا الاسماء وحتى الادارة التي صنعت مجدها في المواسم السابقة سرقت قناة «نسمة» ابرز النجوم الذين كانوا يمثلون مصدر فخر ونجاح التلفزة الوطنية سواء في السيتكوم او المسلسلات الاجتماعية او حتى البرامج الترفيهية. واستولت قناة «حنبعل» على الفراغ الذي خلفه ايقاف او توقف نشاط شركة «كاكتوس» التي كانت توفّر للتلفزة الوطنية أكبر نسبة مشاهدة ليس في رمضان فحسب وإنما في الأوقات العادية. فقد كان لهذه الشركة السبق في انتاج المسلسلات التي يحبذها الشباب رغم ضعفها الفني وهو ما جعل حنبعل تنسج على منوالها لأنها كانت توفّر نسبة مشاهدة كبيرة.. هذه تقريبا أسباب ضعف الاقبال على التلفزة الوطنية من قبل المشاهدين.